تغنى به العشاق والمطربون والشعراء..
سمير خليل
الورد، يتميز عن باقي النباتات بتنوعه واشكاله والوانه ورائحته الزكيّة، ومن هنا كان رديف الجمال والهدوء، وعربون المحبة والود والرومانسية، هو من أجمل النباتات التي خَلَقها الله عز وجل، وحين نذكر الطبيعة لابد ان نعرج على هذه النبتة الصغيرة فهي للطبيعة عنوان ودلالة جمالها ورونقها ، مدن عريقة عرفها الناس بزهورها ، والورد لغة خاصّة نعبِّر فيها عندما يصمت الكلام، ، ومعرفة الانسان وعلاقته بالورد قديمة قدم الحضارات اذ عرفها الإنسان من عصور ما قبل التّاريخ، يتم زراعة الورود في عدة مناطق واسعة من العالم، والهدف من زراعة الورود كان الزينة، ولكنه دخل في صناعة العطور والادوية، والورد انواع ولكل نوع رائحة خاصة به، تميّزه عن باقي الورود الأخرى وكذلك لكل نوع معنى ومن انواعه: الجوري ولأقحوان وشقائق النّعمان والنَّرجس والتّوليب والأوركيد والزَّنبق والأقحوان والياقوت والكرم والليلك وعشرات الانواع الاخرى.
وكما ان هناك انواعا مألوفة ومتداولة فهناك زهور غريبة ومن اغرب هذه الزهور، زنبق اللهب و الأوفريس النحلي و زهرة الجثة و طائر الجنة و هيرنيا وزهرة القلب النازف و رأس الأفعى وزهرة الآلام البرية وشعلة الزنجبيل و شجرة بحر السموم.
وهناك ايضا زهور تتميز بندرتها ، فمثلًا تعد زهرة كرمة اليشم من أندر الزهور لاحتياجها إلى الخفافيش في عملية التلقيح، ومن الازهار النادرة زهرة كوكي وورد جولييت وزهرة شوكولاتة الكون و زهرة الجثة وتعد هذه الأزهار مهددةً بالانقراض، حيث تزهر مرة واحدة كل 10 أعوام.
وعن علاقة الانسان بالزهور وبداية اهتمامه بها تشير المصادر التاريخية الى ان أقدم تنسيق معروف للزهور يرجع إلى مصر القديمة فقد كان المصريون يستخدمون الزهور في أعمال التزيين منذ 2500 سنة قبل الميلاد، وكانوا يضعون دومًا الزهور في الزهريات وكانت التنسيقات ذات الذوق المتميز تستخدم أثناء الدفن و في المواكب وفي تزيين الطاولات ،كما كان يتم اختيار الزهور حسب الدلالة الرمزية لها، مع التركيز على الأهمية الدينية، فعلى سبيل المثال كانت زهور اللوتس تعتبر من الزهور المقدسة عند إيزيس وكانت تستخدم غالبًا في تنسيقات الزهور. ولقد تم العثور على أنواع أخرى كثيرة من الزهور في مقابر المصريين القدماء.
كذلك كان الإغريق والرومانيون القدماء يهتمون بالزهور أيضًا، فكان الإغريق ء يستخدمون الزهور في التزيين أكثر من غيره. وكانوا يستخدمون الأعشاب غالبًا مع الزهور وكانوا يصنعون الأكاليل والجدائل. ولم يكونوا يستخدمون الزهريات في الغالب، بل كانوا يركزون بدلاً من ذلك على الأكاليل والجدائل، وكانت الأكاليل تعد رمزًا بالنسبة للإغريق ترمز إلى القوة والشرف والمبايعة والإخلاص، وكانت تقدم كجوائز لتكريم الأبطال الرياضيين والشعراء والقادة المدنيين والجنود والأبطال.
اما في الصين القديمة فيرجع تاريخ تنسيقات الزهور إلى إلى 220 قبل الميلاد، وكانت الزهور عنصرًا أساسيًا في التدريس الديني وفي الطب.، وكان معتنقو البوذية والطاوية والكونفشيوسية يضعون الزهور المقطعة فوق المذابح، وكانوا يصنعون الرسوم والمنحوتات والأشياء المزركشة برسوم من الزهور ، وفي اوربا وصل تنسيق الزهور سنة 1000 قبل الميلاد تقريبًا وكانت تستعمل بنحو خاص في الكنائس والأديرة وكذلك تستخدم الزهور والنباتات في الطعام.