احلام يوسف
في كل زاوية هناك جانب مشرق، وتلك ليست مثالية زائفة او ايجابية ساذجة. ففي ظل المأساة الانسانية التي يمر بها مئات الالالف حول العالم، نجد ان هناك جواهرا داخل كل منا بدأت بالظهور واللمعان لتعلن ان الخير ما زال وفيرا.
نشهد هذه الايام تكاتفا وتعاضدا بين الناس، من كل الشرائح والطوائف والفئات، انتهت العنصرية وبات الانسان، الهدف والغاية والوسيلة. حيث انتشرت على فيس بوك صور وفيديوهات لمتبرعين مجهولين ومعلنين، ابوا الا ان يكون لهم دور ايجابي في هذه الظروف الصعبة.
يقول محمد لطيف الذي تبرع ب300 كيس يحوي موادا غذائية متنوعة: فكرت بالتبرع اسوة بعدد من العراقيين الاخيار، كلنا نعلم مدى الضرر الذي لحق بعمال الاجور اليومية، فمن يعمل براتب ثابت والتاجر تضرروا لكن بصورة اخف بكثير مما يعانيه اليوم عمال الاجور اليومية، لذلك ولأننا نعلم بان العالم اجمع لا يفكر اليوم الا بكيفية توفير لقمة عيشه، فكل الاحلام والأهداف انحسرت وباتت الحياة بحد ذاتها، الغاية الاهم.
واضاف: تبرعت بـ 300 كيس يحوي مواد غذائية عدة، وركزت على الحبوب لانها لا تفسد بسرعة، وايضا معجون الطماطة، اتمنى من كل المقتدرين التبرع كل حسب امكاناته، المهم ان نساهم جميعا بحملات التبرع، وان نخرج من الازمة بنتائج طيبة في الاقل ما يخص الشخصية العراقية، التي اثبت في اكثر من موقف انها اصيلة.
عبد الرحمن فاروق صاحب مصنع نسيج في مصر، تبرع بسلّات غذاء لألف عائلة في الاسماعيلية يقول: اليوم في مصر هناك حملات تبرع كبيرة من البنوك والشركات والاشخاص والفنانين، وهذا امر يدعونا للفخر، لأننا ايقنا بان المواطن ليس وحده، وهناك داعمين له وقت حاجته، تبرعت بألف سلة غذائية، وان شاء الله ستكون هناك الف سلة اخرى، الغذاء هم المواطن في هذه الظروف، فلا احد اليوم يفكر بسيارة جديدة او ملابس على الموضة، ولا ذهب ولا ماس، الكل يجتمع على غاية واحدة، توفير الغذاء، وهذا ما نسعى لنقوم به.
الحكومات حاليا تنشغل بتوفير طواقم طبية ومعدات خاصة للكشف عن الاصابات ولمساعدة المرضى من اجهزة تنفس صناعي الى اسرة، وبذا فالمواطن ميسور الحال عليه ان يكون على قدر المسؤولية تجاه بلده واخوته، ويتبرع بما يقدر لتجاوز الازمة باقل الخسائر، ولا ننسى دور الفنانين والادباء والنخب بنحو عام بتثقيف المواطن البسيط بالتعريف بسبل الوقاية من المرض بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي اسوة بالفنانين المصريين.