كاظم مرشد السلوم
لطالما تنبأت السينما بأحداث مستقبلية ، مثل صعود الانسان الى سطح القمر، او انتشار فايروسات قاتلة، مثل فايروس كورونا المستجد ، فقد تحدث فلم ” وباء” او contagion ، الذي عرض عام 2011 ، ويتحدث عن انتشار فايروس قاتل ينتقل في الهواء وعن طريق اللمس ، فيقتل الملايين ، ولا يسيطر عليه ، الا بعد اكتشاف مصل للعلاج، والامر الأكثر غرابة انه ينتقل عبر الخفافيش، الفلم شارك فيه نجوم عالميين مثل مات ديمون، كيت وينسيلت ، ومن اخراج ستيفين سرديربيج، فلن اخر تحدث عن ذلك هو الفلم الكوري ” أنفلاونزا” ، يتحدث عن تطور فايروس انفلاونزالطيور الى فايروس قاتل يدمر مدينة سيئول ، ومعروف لدينا ما حدث لسيئول خصوصا ، وكوريا عموما نتيجة فايروس كورونا، أفلام عديدة أخرى اشتغلت على ذات الموضوع مثل ، فلم “حجر صحي” Quarantine، وفلم قطار الى بوسان ، Train to Busan، وفلم كتاب ألي ، او Book of Ali، وغيرها.
اذن ما تنبأت به السينما من خلال افلامها أصبح حقيقة ف، بعد تفشيه في معظم بلدان العالم ، شل فايروس كورونا الحراك السينمائي العالمي، انتاجا وعروض ، بسبب الحظر الذي طال العديد من المدن ، التي تقام فيها المهرجانات السينمائية المهمة ، مثل مهرجان كان السينمائي الذي أجل انطلاق فعاليات دورته لهذا العام ، وفتح أبواب قاعات المهرجان للعناية بالمصابين بالفايروس .
العديد من الأفلام توقف تصويرها ، والأخرى تأجل موعد انطلاق عروضها، بسبب غلق صالات السينما ، كجزء من إجراءات الحظر.
عربيا تأجل العديد من المهرجانات السينمائية التي كان من المفترض اقاماتها في شهري ، مارس وأبريل، مثل مهرجان قابس للسينما، مهرجان البحر الأحمر ، مهرجان البحرين، في العراق تأجلت العديد من المهرجانات المحلية ، مثل مهرجان واسط السينمائي، والقمرة السينمائي ، وكذلك مهرجان السماوة السينمائي، ومهرجان العراق السينمائي الذي كان القائمون عليه قد انهوا الاستعدادات لعقده.
خسائر كبيرة تعرضت لها صالات العرض السينمائي في كل العالم ، بسبب الحظر الذي سببه تفشي الفايروس، وغلق كافة صالات السينما، الامر الذي تسبب بخسائر كبيرة لشركات الإنتاج كذلك .
السينمائيون في مختلف دول العالم ينتظرون انتهاء خطر الفايروس ، ليعاودوا نشاطهم ، وهذا ما سيتحقق ، لتأخذ السينما موضوع الفايروس ، كمادة لأفلامها ، ولكن هذه المرة تتحدث عن واقع ما حصل حقيقية وليس تنبأ أو توقع مسبق فقط.