متابعة الصباح الجديد:
قد يؤدي تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين إلى إنقاذ أحد أكثر الحيوانات تعرضاً للتهريب في العالم بعدما أعلنت بكين فرض حظر تام على الإتجار بآكل النمل الحرشفي واستهلاكه.
وهذه الثدييات التي عد الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أنها مهددة بالانقراض، تعد طعاماً تقليدياً في أنحاء الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا.
وعقب دراسة ربطت حيوانات آكل النمل الحرشفي بنقل كورونا المستجد إلى البشر في بؤرة تفشي الفيروس في ووهان، فرض المسؤولون الصينيون الاثنين حظرا على أكل هذه الحيوانات البرية.
وقد تساعد هذه التدابير التي تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس الذي أصاب أكثر من 80 ألف شخص في أنحاء العالم واودى بأكثر من 2700، في إنقاذ عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، إذا استمر الحظر لفترة طويلة.
وقال جيف هيه مدير الصندوق الدولي لرعاية الحيوانات في الصين «نشيد بهذا الحظر ونرى أن الحكومة الصينية مصممة على تغيير تقليد عمره آلاف السنين ويعتبر أمرا غير مناسب في مجتمعنا اليوم».
وأضاف «أعتقد أن الحظر هو خطوة مهمة للحفاظ على الحياة البرية في الصين».
ودعا إلى «مراجعات أقوى وأكثر تقدما» لقوانين حماية الحياة البرية الموجودة حاليا في الصين.
واتخذت بكين تدابير مماثلة عقب تفشي فيروس سارس في أوائل العام 2000، لكن تجارة الحيوانات البرية بما فيها الخفافيش والثعابين واستهلاكها، عادت مرة أخرى.
وقال هيه «أعتقد أن الحكومة رأت أن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الوطني والمجتمع جراء استهلاك الحيوانات البرية أكبر بكثير من فوائدها».
آكل النمل الحرشفي
آكل النمل الحرشفي هو أكثر الثدييات التي يتم الاتجار بها في العالم نظرا إلى لحمه اللذيذ وحراشفه الفريدة التي يقال إنها تتميز بخصائص طبية.
وقال بيتر نايتس المدير التنفيذي لمنظمة «وايلد إيد» الخيرية إنه إضافة إلى الحظر الذي فرضته الصين، هناك حاجة إلى بذل جهود دولية للحد من الانخفاض الكبير في أعداد حيوان آكل النمل الحرشفي في العالم.
وأضاف «السؤال الوحيد هو ماذا سيحدث على المدى الطويل. نأمل أن تتمكن الصين من قيادة الدول لجهة حظر هذه الأسواق على مستوى العالم».
وأشار نايتس إلى أن فيروس كورونا المستجد يجب أن يكون بمنزلة «تحذير» للبشر للسعي إلى الحفاظ أكثر على الطبيعة أو مواجهة الانعكاسات الصحية والمالية.
وتابع «إذا التفتنا إلى التحذير، فلن نحمي حياة البشر فحسب بل يمكننا أن ننقذ أنواعا مهددة مثل حيوان آكل النمل الحرشفي».
وفي العام 2016، تم حظر البيع الدولي لهذه الثدييات بموجب اتفاق الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض.
ويقدر الصندوق العالمي للطبيعة قيمة الاتجار غير المشروع بالأنواع البرية بنحو 15 مليار دولار سنويا، خصوصا في الأسواق الآسيوية المزدهرة.
وبرغم أن الحظر حظي بترحيب مجتمعات الحفظ، هناك مخاوف من أن البشر قد يلقون باللوم على حيوانات آكل النمل الحرشفي في تفشي فيروس كورونا ويسعون إلى الانتقام منها.
وقال راي يانسن رئيس مجموعة العمل الإفريقية من أجل آكل النمل الحرشفي والعضو في الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة «قد يصبح الناس أكثر حذرا من هذه الحيوانات وبالتالي يصبحون أكثر حساسية لاستهلاك لحمها واستعمال حراشفها».
وأضاف «لكن من الناحية الأخرى، قد يبدؤون اعتبار الثدييات تهديداً ما يعرضهم للخطر، لسنا متأكدين تماماً من الطريقة التي سيتعامل بها الناس مع حيوان آكل النمل الحرشفي».
لكن بالنسبة إلى أندرو موير المدير التنفيذي لمنظمة « مؤسسة البرية في إفريقيا» فإن الحل سهل وقال «إذا لم نتناول الحيوانات البرية فلن تؤذينا».