من روائع الحكم

-1-
المواعظ العَلَوِية بلغت الغاية في بلاغتها وتأثيراتها النفسية والروحية عند ذوي الفهم السليم والضمائر النقيّة،أما الذين استحوذ عليهم الشيطان فهو في واد آخر …
-2-
قال (عليه السلام) – في احدى مواعظه الرائعة :
” أقلُ ما يلزمكم لله أنْ لا تستعينوا بِنِعَمِهِ على معاصيه “
اذا كان الانسان لا يستطيع ان يحصي نعم الله عليه فهل يسوغ له ان يُوّظف تلك النعم في ميادين التبذل والانفلات والعصيان ؟
انّ ذلك يعتبر التنكر الصريح لمقتضيات الدين والعقل والاخلاق …
-3-
وانّ النعم تدوم بالشكر
وقد قال تعالى
” لئن شكرتم لازيدنكم “
-4-
انك تنشط في البحث عن الوسيلة المناسبة لرد الجميل الىمن يُسدي اليك يداً فكيف تغفل عن النعم الالهية المتواصلة والتي تنهمرُ عليك مِنْ قِبلِ ربك دون انقطاع وهل تقاس اليد التي أسديتْ اليك من قبل هذا او ذلك وان عظمت بنعم الله السابغة ابتداءً بنعمة الوجود والعقل وانتهاء بسائر النعم الاخرى ؟!
قال الشاعر :
أعاركَ مالَهُ لتقومَ فيهِ
بواجِبِهِ وتَقْضِي بعضَ حَقّهِ
فلم تقصدْ لطاعَتِهِ ولكنْ
قويتَ على معاصيهِ بِرِزْقِهْ
وقال اخر :
تعصي الالهَ وانتَ تُظهر حُبَّهُ
هذا لعمرك في الفعالِ بديعُ
لو كانَ حُبّكَ صادقا لأطعتَهُ
انّ المُحبَّ لِمَنْ يُحبَّ مُطيعُ
-5-
انك حين ترى رجلاً يكرم وَلَدَهُ ويمنحه من المال ما يجعله قادراً على الحصول على ما يريده ويشتهيه ثم تراقب هذا الولد فتراه يعمد الى انتهاك حرمة الأب والتمرد عليه فتسارع الى ذم ذلك الولد وتحكم عليه بالمروق والجحود والعقوق ..!!
تَذَّكَرْ إنّ نعم الله عليك لا تقاس بما قدّم ذاك الوالد لولده،وأعلم انّك اشد جحوداً منه حين تُفسد وتعبث وتمارس من المعاصي والسيئات ما تُسوِّدُ به صحائفك ..
-6-
بِنِعِم الله تستطيع أنْ تملك مفتاحا من الجنّة ، سواء كانت النعمة عِلْماً او مالاً او جاهاً أو مكانة متميزة ….
ان الخدمات النافعة للناس لن تضيع عند الله ، وبها يتوصل الى اكتساب رضوانه
وهذا هو الفوز العظيم .
-7-
ليس المهم حجم العمل ، فالفقراء والمستضعفون لا يستطيعون بناء المستشفيات والمدارس ، ولكنهم يستطيعون أنْ يُدخلوا السرور على قلوب اخوانهم ، وان يملأوا قلوب الايتام فرحاً من خلال الحنو عليهم ، واظهار العناية بهم …
انّ التبسم في وجه اخيك صدقة …،
واماطتُكَ الاذى عن الطريق صدقة ،
فما بالك بما هو أعظم وأكبر ؟
-8-
لا ندري اي الطاعات ستدخلنا الجنة …؟
ولا ندري اي المعاصي ستدخلنا النار …؟
فرب كذبة من الكذبات – وما اكثر الاكاذيب – تكون السبب في سخط الله سبحانه على صاحبها، ومع السخط الالهي لن يكون مصيره الاّ الى الجحيم .
ورب قُبلْةٍ تطبعها على جبين صبّي يتيم اشعاراً له بالحب توجب رضا الله عنك وبالتالي تكون سببا لدخولك الجنة .
-9-
وعليك ان لا تنظر الى صغر المعصية بل عليك ان تنظر الى من عصيتَ .
-10-
وتّذكر انه ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فتجنبْ ان تُرضي الناس بسخط الخالق عبر الولوغ في مستنقعات المعاصي
ولنختم بما قاله الشاعر :
اذا كان شكري نعمةً الله نعمةً
عليّ له في مِثلها يجبُ الشكرُ
فكيف بلوغ الشكر الاّ بفضله
وانْ طالت الأيام واتسع العمرُ
اذا مَسَّ بالسراء عمَّ سرُورُها
وانْ مَسَّ بالضراء أعقبها الأجر
وما منهما إلاّ لَهُ فيه نعمةٌ
تضيقُ بها الأوهام والبَرُ والبحرُ
اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمكَ والساعين في طاعتكَواجتناب معصيتكَ وارحمنا برحمتك يا ارحيم الراحمين .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة