ارتفاع سعر الكمامة الى خمسة أضعافها في الأسواق
السليمانية – عباس كاريزي:
يقف محمد حسن الى جانب عدد من المواطنين امام محال بيع اللوازم والاجهزة الطبية في محافظة السليمانية، منذ الصباح الباكر على امل الحصول على عدد من الكمامات او الماسك الواقعي من مرض الانفلونزا، على خلفية حالة التأهب التي اعلنتها السلطات في الاقليم تحسبا لانتشار مرض كورونا بعد انتشاره في ايران خل الايام القليلة الماضية.
ويقول محمد حسن وهو مواطن من محافظة السليمانية للصباح الجديد، “النوعيات الجيدة من الماسكات اختفت من السوق ولا يوجد سوى بعض الانواع الرديئة التي تفيد للوقاية ومنع الاصابة بالمرض.
واضاف،”لقد كان سعر الكمامة قبل ايام الف دينار للقطعة الوحدة والان وصل الى اربعة الاف وهي غير متوفرة بهذا السعر ايضا، لقد ذهبت الى عدة صيدليات ومحال لبيع الاجهزة الطبية فلم اتمكن من الحصول على كمامة واحدة من النوعية الجيدة التي يطلق عليها N95.
بدوره قال اكام سلام وهو صاحب محل لبيع اللوازم الطبية في سوق دون المختص ببيع الاجهزة واللوازم الطبية، ان سعر الكمامة الجيدة بلغ خمسة اضعاف وهو مفقود الان في السوق، لان التجار لم يكنوا يتوقعوا ان يكون الاقبال على هذه السلعة بهذا الشكل.
واضاف ان اغلب النوعيات الموجودة في السوق هي صينية الصنع ومن النوعيات غير الجيدة، اما نوعية N95 الجيدة انتهت لان الكمية كانت محدودة ولا تكفي لتغطية حاجة المواطنين والاقبال الكبير على شرائها.
حكومة الاقليم بدورها عقدت اجتماعاً عاجلاً امس السبت، مع الجهات المعنية في وزارة الصحة، والمسؤولين في المحافظات الأربع، بهدف وضع خطة لتحذير المواطنين حول فايروس كورونا.
وقال الناطق باسم حكومة الاقليم جوتيار عادل، إن «حكومة الاقليم اجتمعت بكل من وزارة الصحة، والنقل والمواصلات، والأطراف المعنية بالصحة، والمسؤولين في المحافظات الأربع، بهدف اتباع القواعد المهمة التي من شأنها تنبيه المواطنين لخطر فايروس كورونا».
في غضون ذلك قامت السلطات الصحية بمحافظات الاقليم بحجر عشرات المواطنين القادمين برا من ايران، وقامت بعزلهم في فنادق لمدة لا تقل عن اربعة عشر يوماً لحين التأكد من عدم حملهم للفايروس الكورونا.
وكشف مدير مستشفى آشتي في قضاء سوران كاروان جمال عن وضع 200 مواطن في الحجر الصحي بعد عودتهم من ايران.
وقال جمال انه تم حجر العشرات من المواطنين العائدين من إيران عبر معبر حاج عمران، مشيرا الى انه تم وضعهم في الحجر الصحي في فندقين بقضاء سوران، ويتم تقديم العناية الصحية واجراء الفحوصات لهم، لمدة اسبوعين.
الى ذلك وبينما اعلنت المديرية العامة للصحة بمحافظة السليمانية، منع المواطنين من زيارة المرضى في المستشفيات، نفت تسجيل اية اصابة بالمرض في السليمانية، مؤكدة ان الاجراءات وقائية ولاتعني وجود حالات اصابة بالمدينة.
وقالت المديرية في بيان، انها اتخذت هذا القرار حفاظا على سلامة المواطنين، مشيرة الى ان منع زيارة المرضى سيكون حتى إشعار آخر، داعية المواطنين الى الالتزام بالقرار، والتعاون على تنفيذه لما فيه من سلامة لهم.
ويأتي هذا القرار في وقت اعلنت فيه السلطات الايرانية وفاة 4 أشخاص مصابين بفايروس كورونا، فيما اغلق اقليم كردستان معابر الحدودية مع ايران، سوى الحركة التجارية ودخول البضائع.
بدوره قال استاذ الصحة الوقائية بجامعة السليمانية الدكتور ابراهيم سعيد، ان على حكومة الاقليم ووزارة الصحة اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع تفشي الفايروس وفي مقدمتها اغلاق جميع المنافذ الحدودية ومنع دخول المواطنين والسائحين الإيرانيين الى داخل اراضي الاقليم.
واضاف في تصريح للصباح الجديد، كما انه على حكومة الاقليم تشكيل فرق طبية للوقاية في جميع المنافذ الحدودية ومديريات الصحة كافة وتأمين اللوازم الطبية لهم، ونشر التعليمات والتوجيهات الصحية للوقاية من الفايروس.
واكد سعيد ضرورة اغلاق المقاهي والكافيهات والنوادي الليلية، واجراء مراقبة المطاعم والمرافق العامة والمدارس والجامعات، وانشاء غرف عمليات على مستوى المناطق كافة.
واشار الى ان الاجراءات التي اتخذتها حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية غير فاعلة ولاتنسجم مع حجم الخطر الذي يحدق بالمواطنين، وفي حالة تفشي الفايروس في الاقليم والعراق، فانه سيتسبب بكارثة حقيقية نتيجة لعدم وجود نظام صحي عصري وعدم وجود المستشفيات الكافية لعزل المصابين لحين شفائهم من الفايروس.
في غضون ذلك وفي اطار قيام محافظات الاقليم باتخاذ الاستعدادات المطلوبة لمنع انتشار فيروس كورونا، خصصت وزارة الصحة مستشفى في أربيل ليتم نقل أي حالة اشتباه بالإصابة بالفيروس إليها.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الاقليم محمد قادر، إنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لمواجهة فايروس كورونا، كما تم تخصيص مستشفى خاص في كل مدينة لنقل الحالات المشتبه بها، إليها»، كما أكد عدم تسجيل أي حالة إصابة بالفايروس في إقليم كردستان حتى الآن.