طالبت بان لا تتحول البلاد الى ساحة صراع
بغداد – الصباح الجديد:
دانت شخصيات سياسية وأحزاب عدة القصف الأميركي لكتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي امس الأول في العراق وسوريا، وفيما طالب البعض بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، طالب بعض آخر بضبط النفس، كما طالب بعض ثالث باعلاء مصلحة البلاد بدل من تحويلها الى ساحة للصراع بين قوى اجنبية .
واستنكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، امس الاثنين، الاعتداء الذي تعرضت له قطعات من الحشد الشعبي، والذي أوقع عددا من الشهداء والجرحى، فيما عد هذا الاستهداف انتهاكا لسيادة العراق.
وقال الحلبوسي في بيان تلقت ” الصباح الجديد ” نسخة منه، انه “في الوقت الذي نطالب الجميع بضبط النفس؛ نجدد دعوتنا بأن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة”، مؤكداً على ضرورة “الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلبٍ وموافقةٍ من الحكومة، وأن تتوحد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي”.
وأضاف رئيس مجلس النواب “نسأل الله العلي القدير أن يتقبل شهداء الحادثة الأليمة بواسع رحمته، وأن يمنَّ على الجرحى بالشفاء العاجل”.
كما دعا رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي امس الاثنين الى اعلاء مصلحة العراق والحفاظ عليه قوياً موحد، بدلا من بيانات الادانة والاستنكار.
وقال علاوي في تغريدة على “تويتر” ان “العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات، وشبابه لن يكونوا حطبا لحرب بالوكالة”.
واضاف ان “بيانات الادانة والشجب والاستنكار لا تكفي، إعلاء مصلحة العراق القوي الموحد، والسعي لاعادته الى موقعه واستعادة مكانته، بعيدا عن اي انحياز جهوي، هو الحل الوحيد لأيقاف هذه الاعتداءات الاثمة وما قد يليها”.
وعدَ الحزب الإسلامي العراقي، امس الاثنين، الهجوم الأميركي على مقرات كتائب حزب الله في مدينة القائم غربي الانبار، انتهاكا خطيرا لسيادة العراق، مؤكدا ان هذا تصعيد “خطير” ينذر بصراع مسلح لا تحمد عقباه.
وقال الحزب في بيان تلقت “ الصباح الجديد “ نسخة منه، انه “من الخطورة تحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول”، داعيا “الاطراف العراقية كافة للتعاون من اجل تحويل العراق الى ساحة لحل الخلافات بالحوار وسياسة التهدئة لا ساحة صراع كما يراد اليوم”.
وأضاف ان “وقوع مثل هذه الهجمات انتهاك خطير للسيادة العراقية، وضرب للاتفاقيات الدولية التي تربط العراق مع الدول الأخرى”.
وأكد ان “تكرار هذه العمليات العسكرية سوف يفتح الباب للمزيد من الفوضى وعودة الاضطرابات الى الساحة العراقية”، منبها الى ان “فلول الارهاب ما زالت تنتظر اللحظة المناسبة لتعيث في ارض العراق الفساد من جديد”.
وفي السياق طالب تحالف الفتح، امس الاثنين، بإخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
وقال التحالف في بيان، ان “الاعتداء السافر من قبل القوات الأمريكية على القوات الامنية والذي استهدف اللواءين 45 و64 في الحشد الشعبي في منطقة القائم هو اعتداء على السيادة الوطنية وعلى الكرامة العراقية التي تأبى المساس بها وان هذا الفعل الإجرامي المتغطرس سيجابه برفض عراقي مستعد لخوض اي تحد يتعلق بكرامته وسيادته”.
وأضاف، “اننا في تحالف الفتح اذ ندين بقوة هذا الاعتداء السافر على السيادة الوطنية ندعو جميع القوى الوطنية والكتل السياسية في مجلس النواب الى اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بمطالبة الحكومة إخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية هذه القوات التي اضحى وجودها خنجرا في خاصرة الوطن”.
وعد رئيس كتلة الرافدين يونادم كنا , امس الاثنين, ان اعتداء الولايات المتحدة الامريكية على الحشد الشعبي يوم امس بانه اعتداء على العراق بأكمله, مطالبا الرئاسات الثلاث بتحرك سريع تفاديا لاية فتنة.
وقال كنا في تصريح، إن “ما قامت به الطائرات الامريكية من اعتداء على الوية الحشد الشعبي يوم امس , مرفوض رفضا قاطعا لان أي اعتداء على الحشد الشعبي هو اعتداء على العراق بأكمله”.
وأضاف ان “ الحشد الشعبي مؤسسة ضمن المؤسسات الأمنية والاعتداء عليه يعد انتهاكا للسيادة الوطنية”, مطالبا الرئاسات الثلاث بأن “يكون لها موقف حازم تجاه الاعتداء الأخير الذي حدث في القائم”.
ودعا كنا الرئاسات الثلاث إلى “التحرك بسرعة وبطرق دبلوماسية تفاديا لاي فتنة كبيرة”, محذرا من “جر العراق الى صراعات إقليمية وتصفية أي حسابات داخل العراق” .
وكانت قيادة العمليات المشتركة أصدرت مساء اول امس الأحد، بياناً عن ضربات مقر اللواء 45 في الحشد الشعبي، في قضاء القائم، فيما أكدت مقتل 4 من عناصر الحشد.
وذكرت القيادة، في بيان، أنه “في تمام الساعة السابعة مساء الاحد تعرض مقر اللواء 45 الحشد الشعبي في الموضع الدفاعي على الحدود العراقية – السورية ضد عصابات داعش الارهابية في منطقتي غابة سلوم والحرش غرب الانبار الى ثلاث ضربات جوية أمريكية أدت الى استشهاد اربعة مقاتلين أحدهم معاون آمر اللواء وإصابة 30 مقاتلاً من منتسبي اللواء كأخبار أولى” .
قبل ذلك، أعلن الحشد الشعبي، أن طائرات أميركية مسيرة، استهدفت مواقع للواء 45 في الحشد الشعبي غربي محافظة الأنبار.
وذكر موقع الحشد الشعبي، في بيان أن “طائرات أميركية مسيرة قصفت، مواقع للواء 45 في الحشد الشعبي بمنطقة المزرعة في طريق عكاشات ضمن قاطع عمليات الجزيرة البادية بقضاء القائم غربي محافظة الأنبار”.
وأضاف، أن “القصف أسفر عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف اللواء 45 بالحشد الشعبي”، لافتا الى أن “القصف لا يزال مستمرا”.
بعد ذلك أصدرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، بياناً بشأن الضربات الجوية التي تعرض لها مقر اللواء 45 التابع للحشد الشعبي في مدينة القائم، اقصى غربي محافظة الانبار.
وذكرت الوزارة في بيان نقلاً عن مساعد وزير الدفاع جوناثان هوفمان “رداً على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف عملية (الحل المتأصل OIR)، شنت القوات الأمريكية ضربات دفاعية دقيقة ضد خمسة منشآت تابعة له في العراق وسوريا”.
وأضاف البيان ان “تلك الضربات ستؤدي إلى إضعاف قدرة ما اسمته ب(KH)، على شن هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف”.
وقال البيان ان “الأهداف الخمسة تشمل ثلاثة مواقع KH في العراق واثنين في سوريا، شملت هذه المواقع مرافق تخزين الأسلحة ومواقع القيادة والسيطرة التي يستخدمها KH للتخطيط وتنفيذ الهجمات على قوات التحالف OIR تضمنت ضربات KH الأخيرة بهجوم صاروخي على قاعدة عراقية بالقرب من كركوك أسفر عن مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من أفراد قوات الأمن العراقية”.
وتابع البيان ان “الولايات المتحدة تحترم شركاءها في التحالف والسيادة العراقية احتراما كاملا، وتدعم عراقا قويا ومستقلا، ومع ذلك، لن يتم ردع الولايات المتحدة عن ممارسة حقها في الدفاع عن النفس”.
في السياق انهى بشير الحداد النائب الثاني لرئيس البرلمان، امس الاثنين، الجلسة التداولية التي عقدت لمناقشة القصف الجوي الأمريكي الذي استهدف مقراً للحشد الشعبي في الأنبار. وشهدت الجلسة التداولية التي بدأت برئاسة النائب الأول حسن الكعبي واستمرت برئاسة النائب الثاني بشير الحداد، مناقشة القصف الأمريكي الذي استهدف مقرات الحشد الشعبي في القائم، ومداخلات النواب ورفض واستنكار للقصف الأمريكي الذي اعتبروه تجاوزاً سافراً على السيادة العراقية، ويجب اتخاذ خطوات جادة من قبل الحكومة العراقية لمنع تكرار الاعتداءات الأمريكية.