رحلة والتراث و الفلوكلور
السليمانية ـ الصباح الجديد:
كل شعوب العالم لها تراثها واصالتها الاجتماعية التي تتميز بها , وهو امر طبيعي طالما تتطور الدنيا وتتغير حسب ازمانها وظروفها ومعطياتها الاجتماعية، والشعب الكردي ايضا يتميز بتراثه الذي اكتسبه عبر الزمن وعبر حكاياته واشعاره واساطيره واسلوب حياته الاجتماعية والحياتية ونمط تفكيره وظروفه واكلاته الشعبية ، ويعد مفهوماً شاملا للثقافة الشعبية ليدخل ضمنها الفنون والحرف الشعبية والطقوس الدينية والأحتفالات وادق التفاصيل الاخرى من الحياة..
فالدبكات الكردية والرقص الشعبي اكانت ولاتزال ممارسة واسعة الانتشار في المناسبات والافراح، ولكل منطقة او قبيلة رقصاتها الخاصة رغم تشابه بعض الحركات إلا أن لكل رقصة اسلوبها الخاص واسمها الخاص. لكن جميع الرقصات الفلكلورية الكردية تتطلب ادوات موسيقية شعبية تجعلها اكثر اثارة واصالة من الادوات الموسيقية المعاصرة، وكل ماتتطلبه الدبكة هو الطبل والمزمار وهي آلتان موسيقيتان تختلفان عما لدى الشعوب الاخرى في شكلها واصواتها.
يصطف الراقصون في صف طويل مختلط، من الذكور والاناث، وقد يصدح احد المغنين ايضاً مع الموسيقى، وفي كثير من الحالات يمسك قائد السرب الراقص منديلاً زاهياً بيده يهزه مع نغمات الاغنية الراقصة، وتقام الرقصات الشعبية في المناسبات فقط، منها الزواج والختان وعيد نوروز وعند خروج الناس للتنزه، والولادة والمناسبات الاخرى ، وقد اشار المرحوم محمد توفيق الوردي ان هناك ثلاثين نوعاً من الدبكات الكردية، اسهلها واشهرها هي (اليسارية) أي تحرك الرتل الراقص نحو اليسار بايقاعات سهلة، وهناك دبكتان خاصتان بالفتيات الباكرات.
أما الغناء الكوردي فهو اقدم انواع الفنون الفلكلورية، فهو من الفنون القديمة ولعل اغاني الرعاة هي الاقدم عمراً من اغاني سكان القرى الزراعية التي ظهرت فيما بعد. ويعتقد البعض بأن الاغنية او التراتيل الدينية هي الاقدم في المجتمع، مع ذلك فكل هذه الاغاني والتراتيل الشعبية كانت تعكس المشاعر والاحاسيس لدى الناس.
ومن طقوس الافراح الى الالعاب البدنية والشعبية ومنها المصارعة والالعاب الميدانية والالعاب المسلية الى العاب القدرات الذاتية الذهنية، والعاب الفروسية واطلاق النار والمحيبس وامثالها، ولعل اطرف الالعاب الشعبية الكردية هي ما يعرف بلعبة (رفع الميت بأربعة اصابع) وملخصها ان يشترك في هذه اللعبة خمسة لاعبين احدهم يحيل نفسه ميتاً ويمتد على الارض. اما الاربعة الآخرون فيتوزعون: اثنين على يمين الميت واثنين على يساره، ثم يبدأ احدهم بالهمس في اذن الثاني ويهمس الثاني بأذن الثالث وهكذا الرابع وعند الانتهاء من كلمة السر يضع كل واحد منهم اصبع السبابة تحت ظهر الميت ثم ينشد الاربعة:لنقل له: لقد مات عندنا رجل نريد ان نرفعه الى اعلى. عندئذ يقوم الاربعة معاً بالصفير ويرفعون الميت بسهولة! لكن شريطة ان لا يرددو عبارة (بسم الله) وان لايضحكوا.واليوم تغيرت الكثير من تلك الممارسات ومادخل علينا من تطورات الانترنت والكومبيوتر ووسائل الاتصال التي الهت شرائح المحتمع بممارسات والعاب ابعدتنا عن تلك الايام ..