إدارة كركوك توجه بإخلاء المدارس الحكومية من شاغليها
كركوك ـ عبدالله العامري:
وجهت إدارة محافظة كركوك النازحين بإخلاء المدارس الحكومية تزامنا مع قرب موعد بدء العام الدراسي الجديد في الوقت الذي أعرب فيه عدد من النازحين عن استيائهم من هذا القرار، وفيما أبدوا إمتعاضهم جراء ارتفاع أسعار العقارات بشكل ملفت للنظر في جميع أحياء المدينة، طالب النازحون أصحاب العقارات بعدم إستغلال الأزمة الأمنية القائمة في البلاد.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك تحسين كهية الى “الصباح الجديد” إن “مصلحة الطالب ايضا من المصالح العامة لذلك لابد من تفريغ المدارس للطلبة”، موضحا بالقول “نحن خصصنا أرضا مناسبة لإنشاء مخيم للنازحين في كركوك لكن ننتظر مباشرة الأمم المتحدة بتنفيذ المشروع وبالسرعة الممكنة”.
وفيما أكد كهية قرار حكومة كركوك المحلية بإخلاء المدارس من العوائل النازحة، ألقى باللائمة على الامم المتحدة لعدم مباشرتها بتنفيذ مشروع المخيم رغم توفير الارض المناسبة.
وكانت إدارة محافظة كركوك قد كشفت الى “الصباح الجديد” في شهر آب الماضي عن عزم الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية لإنشاء مخيم للنازحين إلى المدينة على مساحة تقدر بـ 100 ألف دونم في منطقة ليلان شمال شرقي كركوك.
من جانبه قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في كركوك عمار صباح عمر لـ “الصباح الجديد” إن “نحو 57 ألف عائلة مسجلة لدى الدائرة نزحت الى كركوك من المحافظات المضطربة امنياً”، مشيرا إلى أن “غالبية تلك العائلات تقطن المدارس الحكومية منذ اكثر من شهرين”.
الى ذلك طالبت العوائل النازحة التي تتخذ من المدارس الحكومية مسكنا لها، الجهات المعنية بإيجاد حل لها في ظل ارتفاع اسعار العقارات في كركوك بعد أن فوجئوا بقرار حكومة كركوك المحلية باخلاء المدارس دون توفير مسكن بديل لهم.
وشهدت مدينة كركوك ارتفاعا واضحا بأسعار إيجار العقارات، بسبب توافد أعداد كبيرة من النازحين من محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى وبغداد بعد أحداث العاشر من حزيران وسيطرة المجاميع المسلحة على بعض تلك المناطق بشكل كامل.
ويقول أحد النازحين من مدينة الموصل الى “الصباح الجديد” إن “أصحاب العقارات وأصحاب المنازل ضاعفوا من سعر الإيجارات واستغلوا حاجتنا للسكن، بحيث وصل سعر نصف بيت (مشتمل) إلى 500 ألف دينار وهذا مكلف جدا بالنسبة لنا”.
ويرى نازح آخر من مدينة تكريت في سياق تصريحه الى “الصباح الجديد” ان “غياب الرقابة من إدارة المحافظة وعدم محاسبة أصحاب العقارات ومتابعتهم سبب رئيس في استغلال النازحين إلى كركوك”، مطالبا بضرورة اعادة النظر في أسعار الإيجارات بالمدينة.
ويؤكد أحد المخاتير في كركوك طلب عدم ذكر إسمه الى “الصباح الجديد” أن “هناك ارتفاعا واضحا بأسعار إيجار العقارات بسبب كثرة النازحين إلى كركوك”، مبينا أن ” أصحاب العقارات إستغلوا الأمر ورفعوا سعر الإيجار إلى حدود غير معقولة”.
في السياق ذاته يرجع صاحب أحد مكاتب العقار في كركوك يدعى جهاد محسن في تصريح الى “الصباح الجديد” أسباب ارتفاع الإيجارات إلى عدم وجود منازل شاغرة للإيجار في المدينة، مؤكدا أن “أصحاب العقارات قدموا يد العون للنازحين من خلال إسكانهم في المنازل قيد الإنشاء (الهياكل) مجاناً لعدم إمتلاكنا منازل شاغرة”.
يشار إلى أن أعدادا كبيرة من النازحين من محافظات (نينوى وصلاح الدين وديالى) نزحت إلى مدينة كركوك بسبب سيطرة تنظيم “داعش” على مناطقهم في شهر حزيران الماضي.
ووفقا لمراقبين فإن تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخرا بايقاف القصف على المدن المتوترة امنياً خطوة ستسهم بدفع العوائل النازحة للعودة الى مناطقهم في حال تعاونت تلك العائلات مع القوات الامنية لتطهير مناطقهم من تنظيم “داعش”.