سمير خليل
برغم ابتعادها الاف الاميال عن وطنها الام، الا انها ظلت ملتصقة بهذه الارض، تحاور الوطن بألوانها المشرقة، لم تنس المرأة العراقية، فهي تشغل حيزا دافئا في اعمالها، ومن هنا تزينها بالورود وتلبسها ألوان البهجة والتفاؤل.
ليلى نورس تحدثت عن تجربتها الإبداعية واختيارها المرأة ثيمة لأعمالها فقالت: المرأة القوية الشامخة والجميلة، تجسيد عشقي لبغداد، مدينتي الحبيبة، فبغداد بعراقتها، تحتضن كل هذه الصفات مجتمعة، برغم كل ما تعانيه من اوجاع ألمت بها خلال السنين الماضية، تبقى ابدا في القلب والوجدان مهما امتدت بيننا المسافات والأيام.
وأضافت: قد تكون المسافات تبعدني عن بغداد، ولكني لست بعيدة عن معاناة المرأة، من خلال تواصلي مع اهلي وأصدقائي، والمرأة مهما اتصفت بالقوة والصلابة والصبر، فإنها تتميز بالحنان والرقة مما يضفي لمسة الجمال عليها، وهذا ما احاول ان أجسده في لوحاتي، عسى ان تكون تلك اللوحات بألوانها ومواضيعها تعبيرا عن الأمل والتفاؤل بأيام مقبلة، ففي كل لمحة من بغداد وجه جميل مشرق، اهتمامي برسم المرأة، محاولة لإظهار العراقية بأبهى صورها سواء كانت في الريف او المدينة.
*هل هناك لغة بينك وبين الوانك؟ بماذا تتحدثان؟
-باعتقادي ان احساس الفنان باللون، الأساس بالرسم، وهو ما يميز الفنان، ولذلك يجب ان تكون هناك علاقة تربطه مع جميع الالوان ليتناغم مع لونه المفضل وبالتالي يتمكن من توظيفها لخدمة اللوحة.
*هل تلمسين تأثيرا لأعمالك على المشاهد الغربي، هل وقعت على لغة للتفاهم معه من خلال لوحاتك؟
-من خلال مشاركاتي في المعارض التي أقيمت في كندا، لمست اهتماما من المشاهد الغربي بأعمالي وما تجسده من تراث، فاغتنمت هذه الفرصة لتعريف المتلقي الغربي بالتراث العراقي من خلال الرموز التراثية التي استعملها في لوحاتي، وكان للنواعير والمساجد والشناشيل والأهوار حصة كبيرة من الإعجاب.
- كيف تتواصلين مع الهم العراقي؟ وهل سنشاهد اعمالك في العراق؟
- كل ما يخص بغداد يشغل اهتمامي، ولكن لا يرقى الى القدر الذي تشغله المرأة، تحتضن كندا العديد من الفنانين العراقيين بتنوع مواهبهم، ونحن نتواصل من خلال التجمعات والمعارض والمهرجانات التي تحييها الجالية ، حلمي ان أزور بلدي الحبيب يوما ما مع لوحاتي، وما يشجعني على ذلك كثرة الرسائل التي تصلني، ورغبة الاصدقاء بمشاهدة لوحاتي في بغداد، وعلى كل اترك ذلك للظروف ان سمحت ان شاء الله.