الحديث في السلام والحرب يحتاج الى حكماء وعقلاء ولا يحتاج الى سادة وشيوخ وقادة وزعماء يبحثون عن الشهرة والنجومية وكم من الحروب في التاريخ لم تجلب سوى الظلام والخراب وكان يمكن للعقل البشري ان يطور من تجاربه وان يصبح اكثر نضوجا في سبيل تجنب حروب كثيرة الا ان ما يحصل في عالمنا اليوم ان شعوبا وامما ماتزال تدفع الثمن باهضا وتفقد آلاف الارواح وتعبث بها كوارث الحروب ويحل فيها الخراب نتيجة نزوات وتفكير قاصر في عقول ونفوس كثير من المتعصبين وفاقدي الاهلية ومختطفي القرارات من الشعب والامة ولو اراد بعض الزعماء والقادة العبرة لوجدوا في صفحات التاريخ الاف العبر عن الحروب ولتكشفت لهم الحقائق من دون ضجيج وانفعال ولدانت لهم العقلانية ولادركوا ان هناك فرقا شاسعا بين ان تخوض حربا عبثية وبين ان تخوض حربا مقدسة ..ان صنع السلام لم يكن يوما من الايام شيئا سهلا بل انه معركة حقيقية وحرب طويلة وارادة وايمان تعتمر في قلوب المحبين والمخلصين لبلادهم فيما تكون الحرب بابا للدخول في الانفاق المظلمة لايعلم سوى الله متى وكيف تكون نهاية الخروج منها ومايجري في العراق اليوم اختبار حقيقي اخر لقدرات النظام السياسي الجديد في اختيار المثابات التي تجنب شعب العراق ويلات حرب جديدة فهناك اليوم من يعمل تحت الترهيب والترغيب على الزام العراقيين بالتناغم مع حركة الاعلام والحرب النفسية بين ايران والولايات المتحدة الاميركية من دون ان يعي ان هناك طواقم سياسية في كلا البلدين تجتهد في سبيل ان تجنب الامريكيين والايرانيين على حد سواء الحرب وان كثير من العقلاء يدرك ان هذه الحرب هي ليست حرب العراقيين .. فلماذا نسمح لمن يريدنا اول المستفتحين بالنار ؟ وهل من المناسب ربط الخطاب العقائدي والديني بالخطاب السياسي ؟؟ وفي هذا الوضع الحساس والمعقد وفي هذه اللحظات المصيرية تقع على عاتق المرجعية العليا في النجف الممثلة بالسيد السيستاني وعلى عاتق رئيس الحكومة العراقية السيد عادل عبد المهدي و مجلس النواب مسؤولية كبيرة ومهمة وطنية تتمثل بالعمل على منع اي اصوات مريبة تعلو على صوت الشعب وكبح جماح المتذللين لإرادات دول اخرى ومنع صنع الفوضى واعادة تدوير الحروب في حاضر العراق ومستقبله وقد حان الوقت كي يستعيد العراقيون الاحترام لخياراتهم في بلادهم من خلال فرز ماهو اصيل في مسارات حياتهم وماهو دخيل وغريب في الجسد العراقي واذا كانت هناك بعض الابواق التي تريد النفخ بعاطفية في عقول وقلوب العراقيين فان تمسك العراقيين بالواقعية واستلهام الدروس من الماضي القريب كفيل بافشال هذا التدافع نحو الاحتراق فبلاد مابين النهرين ليست هي في سلام اليوم لتدخل حربا جديدة ويكفي انها ماتزال تخوض حربا ضروسا مع الفاسدين والظلاميين من اجل الوصول الى الاعمار والاستقرار وتلك لعمري هي اكثر الحروب قدسية ووطنية
( والحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها في اجواف المدافع بل في قلوب الناس وافكارهم ايضا )
ميخائيل نعيمة
د. علي شمخي