الخريجون الاوائل للجامعات يعلنون اضرابا مفتوحا امام مجلس وزراء الاقليم

طالبوا بتعيينهم على الملاك الدائم لحكومة الاقليم

السليمانية ـ عباس كاريزي:

نظم خريجو الجامعات والمعاهد الحكومية من الطلبة الاوائل في اقليم كردستان، تجمعاً امام مجلس الوزراء في اربيل للمطالبة مجدداً بتعيينهم على الملاك الدائم لحكومة الاقليم.
وتجمع المئات من الخريجين الأوائل من جامعات ومعاهد اقليم كردستان امام مبنى مجلس وزراء الإقليم بالنيابة عن اقرانهم من الطلبة الأوائل، مطالبين بتعيينهم في دوائر ومؤسسات حكومة الاقليم على غرار اقرانهم قبل عام 2014، وهم الأوائل على دفعاتهم في جامعات ومعاهد محافظات الإقليم للاعوام الدراسية 2014، و 2015، و2016.
وحمل الخريجون لافتات طالبوا فيها الكتل البرلمانية بالعمل على حل مشكلاتهم وتعيينهم على ملاك حكومة الاقليم اسوة بما هو معمول به في بقية مناطق العراق.
وكانت حكومة الإقليم تعتمد النظام المعمول به لدى الحكومة الاتحادية في تعيين الطلبة الاوائل من خريجي الجامعات والمعاهد، مباشرة، الا انها توقفت عن العمل بهذا النظام منذ عام 2014، جراء الازمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها وعقب تفاقم الخلافات مع الحكومة الاتحادية.
واعلن الطلبة المتظاهرون اعتصاماً مفتوحاً امام مبنى مجلس الوزراء لحين تلبية مطالبهم، الرامية الى تطبيق قرار وزارة التعليم العالي الخاص بتعيينهم على ملاك حكومة الاقليم، مؤكدين بأن الاعذار التي كانت تتحجج بها حكومة الاقليم سابقاً من ميزانية وانخفاض اسعار النفط قد زالت، وان وضعها المالي جيد الان وهي قادرة على استيعاب الخريجين الاوائل في مؤسساتها.
سامان حسين وهو احد الطلبة الاوائل من الخريجين من المعاهد الفنية في الاقليم للعام الدراسي 2015، الذي كان في مقدمة المتجمعين، قال «ما الفائدة ان تكون متفوقاً وان تحصل على درجات عالية في دراستك، اذ ان الشهادة والتفوق في الاقليم لا قيمة لهما لدى المسؤولين».
واضاف في تصريح لوسائل الاعلام، ان شهادته الجامعية فاقدة لقيمتها، متسائلاً «لماذا والى متى يقبل الجيل الواعي المثقف بهذا الظلم».
وتابع، «نحن ندرس لسنوات حتى يطلق علينا تسمية متعلمين فما قيمة وثمرة ذلك، كنا سابقاً نسعى للتعيين في دوائر الدولة، اما الان فلا يمكننا حتى الحصول على عمل بأجر يومي».
واوضح حسين، ان هذا التجمع هو ال 14 من نوعه امام برلمان ومجلس وزراء الاقليم، من دون ان يستجيب احد من حكومة الاقليم لمطالب الطلبة، واضاف نحن ومنذ ثلاث سنوات نطالب بحقوقنا المشروعة من دون جدوى.
وهتف المتظاهرون الذين تجمهروا أمام مبنى مجلس وزارء الاقليم،»الى متى يا حكومة الإقليم ستبقين ساكتة عن غياب العدالة والشفافية في التعيين بدوائر ومؤسسات الاقليم».
وكان تقرير عالمي لترتيب مستوى الجامعات في العراق واقليم كردستان قد اظهر تراجعاً كبيراً في ترتيب جامعات اقليم كردستان مقارنة بالجامعات الاخرى في العراق ودول الجوار.
ووفقاً للتقرير الذي نشره الموقع الرسمي لترتيب الجامعات في العالم تراجع كبير في مستوى جامعات الاقليم عن العامين السابقين، على الرغم من ان اقليم كردستان يمر باوضاع مستقرة نوعاً ما مقارنة ببقية مناطق العراق، فضلاً عن وجود ميزانية كبيرة وتواصل جيد مع العالم الخارجي والعراق.
رئيس معهد (PAY) للتربية والتنمية الدكتور سرور عبد الرحمن عزا تراجع مستويات التعليم العالي في الاقليم عالمياً، الى عدم وجود خطط وبرامج لتنظيم التخصصات في جامعات الاقليم ومواءمتها مع السوق واحتياجات اقليم كردستان، فضلاً عن عدم وجود وزارة تعليم عالي بمستوى المسؤولية واحتاجيات جامعات الاقليم، التي لم يكن لديها سياسة واستراتيجية واضحة، اضافة الى عدم وجود سياسة واضحة لدى حكومة الاقليم، التي كانت تسعى لاستيعاب العدد الهائل من الطلبة في الجامعات على حساب مستوى ونوع التعليم والبحوث في الاقليم.
واضاف عبد الرحمن في حديث للصباح الجديد، ان احد اهم الاسباب التي تكمن وراء تراجع مستوى التعليم في الاقليم، يعود الى عدم وجود اية تخصيصات او ميزانية للبحوث والدراسات في الاقليم، واردف « لذا فاننا نرى بأن البحوث والدراسات التي تجرى تنحصر في حصول الباحث على ترقية وعلاوة ولاتعتمد التنمية والتطور العلمي في الاقليم اساساً لها.
وفي معرض رده على سؤال حول تأثير تدني المستوى العلمي على مستقبل الطلبة، اوضح رئيس معهد (PAY) للتربية والتنمية، ان الطلبة اصيبوا بالاحباط نظراً لان الشهادة التي يحصلون عليها بعد سنوات من السعي والجهد والمثابرة لاتفي بحاجتهم، وهي لاتضمن لهم لا الحصول على تعيين على ملاك حكومة الاقليم، او وظيفة ملائمة في القطاع الخاص، وان تخرج الاف الطلبة من جامعات ومعاهد الاقليم سنوياً وتعذر على فرصة عمل في الاقليم، خلف تضخماً كبيراً في الشهادات والتحصيل العلمي، مقابل عدم وجود فرص متكافئة للعمل في الاقليم.
وعبر عبد الرحمن عن اسفه لعدم وجود اهتمام من قبل حكومة الاقليم باعداد الملاكات المهنية تلبية للفراغ الحاصل في سوق العمل، الذي اثر على بروز البطالة المقنعة في دوائر ومؤسسات الاقليم، وتراجع انتاج الشباب الذين اصيبوا بالملل لعدم وجود فرصة عمل مكافئة مع تحصيلهم العلمي.
وعدّ عبد الرحمن التجربة الراهنة للحكم في الاقليم، فريدة من نوعها عالمياً، قائلاً «هي أنموذج فريد للفشل والتخلف وانعدام التخطيط والبرامج وتجاهل الخطط العصرية الحديثة، مضيفا «ان المسؤولين في حكومة الاقليم تجاهلوا جميع المقترحات المقدمة لاجراء الاصلاحات الادارية والاقتصادية خلال السنوات الماضية في الكابينات السابقة لحكومة الاقليم متمنياً ان لا تكرر الحكومة الحالية الأخطاء نفسها التي مرت بها الحكومات السابقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة