طالب ذوو الضحايا بمحاكمة المسؤولين عن سقوط المدينة بيد داعش
السليمانية ـ عباس كاريزي:
الام عائشة التي فقدت 91 شخصا من افراد عائلتها ما زالت والدموع تنهمر من عينيها تنتظر بشوق ولهفة عودة المفقودين من ابناء عائلتها، في اثناء احتلال داعش لقضاء سنجار عام 2014.
قالت للصباح الجديد وهي تحمل صورا ومقتنيات لأبنائها واحفادها الذين فقدوا من ابناء الطائفة الايزيدية، انها تنتظر عودة المتبقين من افراد عائلتها، بعد ان تيقنت بمقتل قرابة 55 فردا منهم من نساء واطفال وشباب وكهول، على ايدي ارهابيي داعش الذين احتلوا قضاء سنجار في ظروف غامضة في الثالث من شهر اب عام 2014.
وتابعت « لقد ذقنا الامرين ورأينا الكثير من الويلات وانتهاك الاعراض والحرمات واحتلال منطقتنا ، اما انظار واعين العالم، لم تفعيل لحد الان حكومة الاقليم او الحكومة الاتحادية شيئا لاعادة بناء المدينة او تعويض المتضررين او تطبيع الاوضاع في سنجار.
وسيظل العالم يستذكر بألم ذلك الهجوم، الذي ادى الى مقتل الآلاف من الكرد الإيزيديين في الثالث من اب عام 2014 على يد مسلحي داعش، كما تسبب الهجوم باختطاف وسبي آلاف الفتيات والنساء والأطفال، فيما نزوح مئات الآلاف من الكرد الايزيديين عن ديارهم وممتلكاتهم.
ولحد الان برغم مرور خمس سنوات على تلك الجريمة، الا انه ما زال اكثر من سبعين بالمئة من ابناء الطائفة الايزيدية مهجرون لم يعودوا الى مناطقهم نظرا لتقاعس حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية في تطبيع الاوضاع واعادة بناء المدينة، فضلا عن تنامي الصراعات السياسية بين الاحزاب والقوى السياسية العراقية والكردستانية للسيطرة وبسط نفوذها على المنطقة.
وعلى الرغم من مرو 5 سنوات على جريمة الابادة الجماعية ضد ابناء الطائفة الايزيدية التي ادت الى مقتل وفقدان 25 الف مواطن منهم، الا ان اسرار انسحاب قوات البيشمركة وتركهم ابناء المدينة فريسة سهلة بيد داعش ما زالت مجهول.
ما زال المسؤولون والمتورطون الحقيقيون عن تسليم المدينة الى ارهابيي داعش من دون مقاومة، طليقين لم يسلم اي منهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل، برغم تشكيل لجنة من قبل رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني للتحقيق بالحادثة، الا انها لم تخرج باية نتائج ولم يعلن عن نتائج التحقيق لتحل اللجنة لاحقا من دون ان تحقق اية نتائج تذكر.
برلمان كردستان من جانبه صادق على قانون باعتبار الثالث من اب يوم جريمة ابادة ضد الكرد الايزيدية.
وعدّ برلمان كردستان خلال جلسة عقدها امس السبت ، تحديد يوم 3 آب أغسطس تاريخ حدوث «إبادة جماعية» بحق الكرد الإيزيديين.
في حين دعا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني حكومتي الإقليم والاتحادية الى إعداد «خارطة طريق» مشتركة تهدف لإعادة مدينة سنجار، الى اهلها وإعمار المدينة التي ما تزال متداعية منذ نحو خمس سنوات.
ووصف بارزاني في بيان اصدره بالمناسبة جريمة سنجار « ما حصل في سنجار بانه كارثة هزت الأعماق، مشيراً الى انها «وعلى وفق كل المعايير (إبادة جماعية) تحتم تكثيف الجهود في الداخل والخارج من أجل تعريفها كجريمة إبادة جماعية والعثور على المختطفين وإعادتهم».
ويقول قائممقام قضاء سنجار محما خليل، إن عملية اعادة اعمار المدينة تحتاج إلى 10 مليارات دولار، بعد ان صادق مجلس النواب العراقي عام 2017 على اعتبار سنجار «مدينة منكوبة، الذي تشير تقديرات حكومة اقليم كردستان الى وجود نحو ثلاثة آلاف ايزيدي مجهولي المصير.
رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني طالب في بيان نشره بمناسبة الذكرى الخامسة للمجزرة، الأممَ المتحدة بأن تعترف بما حدث للكرد الإيزيديين كـ»إبادة جماعية».
وقال بارزاني «لن يهنأ لنا بالٌ حتى نقضي على الإرهاب، ونعيد الضحايا المختطفين»، مطالباً الأمم المتحدة بالاعتراف بتلك المجزرة كإبادة جماعية، من أجل سدِّ الطريق أمام تكرار ممارسات مماثلة.
وكانت المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان قد اعلنت عن إحصائيات نتائج جرائم داعش بحق الايزيديين منذ الثالث من اب عام 2014 .
وقالت في المديرية في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه، إن «هذه الإحصائيات معتمدة لدى الامم المتحدة، مشيرة الى أن «عدد الايزيديين في العراق كان نحو 550 الف نسمة، نزح منهم 360 الفا جراء غزو داعش لمناطقهم.
وأوضحت أن «عدد الشهداء في الايام الاولى من الغزو بلغ الف 293 شهيدا ، وعدد الايتام الذي افرزته الغزوة كان الايتام 2153 ، بينما قتل نحو 220»، مبينة أن «المجموع الكلي للأيتام بلغ 2745».
واشارت الى أن «عدد المقابر الجماعية المكتشفة في شنگال حتى الان 75 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية»، موضحة أن «عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش بلغ 68 مزار».
واشارت الى أن «عدد الذين هاجروا الى خارج البلاد من الايزيديين يقدر بنحو 100 الف شخص، بينما وصل عدد المختطفين 6417 منهم 3548 أناثا و 2869 ذكورا».
واشارت المديرية وفقا للإحصائية الى أن «أعداد الناجيات والناجين من قبضة ارهابيي داعش بلغت 3 الاف ،371 شخصاً منهم الف 165 من النساء ، 337 من الرجال والف 669 من الاطفال من الجنسين.