القتال الدائر بين العمال الكردستاني مع تركيا ادى الى اخلاء أكثر من 400 قرية حدودية بالإقليم

مطالبات بإخراجه من أراضي اقليم كردستان

السليمانية ـ عباس كاريزي:

ادت الحرب الدائرة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا وايران منذ سنوات، الى اخلاء اكثر من 400 قرية بمحافظات اقليم كردستان، فضلاً عن تسببها بمقتل وجرح المئات من المدنيين وتهجير وتشريد الالاف من سكان القرى والقصبات الحدودية.
استمرار القصف الجوي التركي والمدفعي الايراني للمناطق الحدودية وعمق اراضي الاقليم، الحق اضرارا بالغة بالواقع الزراعي، وتهجير وحرق الاف الدوانم من الاراضي الزراعية والمراعي في القرى والقصبات الحدودية باقليم كردستان.
وكانت الطائرات الحربية التركية قد قامت امس الثلاثاء، بقصف قرية تابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك ست مرات متتالة.
واضاف موقع روز نيوز، نقلا عن قئممقام قضاء العمادية اسماعيل مصطفى، ان الطائرات التركية قصفت مساء امس الثلاثاء قرية پیروزانا التابعة لقضاء العمادية، استمر القصف لمدة 35 دقيقة، وقال ان القصف ادى الى احراق الاراضي الزراعية والمراعي المجاورة للقرية وان استمرار القصف منع فرق اطفاء الحرائق من السيطرة على النيران التي اندلعت جراء القصف.
ولا يكاد يفوت يوم حتى تنقل وسائل الاعلام اخبارا عن قصف بالطائرات على القرى والمناطق الجبلية باقليم كردستان الذي يتسب في كثير من الاحيان بمقتل وجرح مدنيين ابرياء من سكان تلك المناطق والتي كان اخرها مقتل خمسة مواطنين من ابناء سكان ناحية ديرلوك بقضاء العمادية ما ادى الى خروج تظاهرات حادة لسكان المنطقة الذين استولوا على ثكنة عسكرية موجود بالمنطقة تابعة للجيش التركي، وقاموا بإحراق الاليات العسكرية وموجودات المعسكر.
من جانبه اعلن قائد لقوات شرطة الحدود عن اخلاء وتهجير سكان 400 قرية في اقليم كردستان نتيجة للقتال الدائر بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية.
وقال اللواء شيركو زنكنة قائد قوات شرطة الحدود، ان تحركات حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية داخل اراضي الاقليم، الحق اضرارا مادية وبشرية بالغة بالمواطنين في اقليم كردستان.
واضاف زنكنة في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان التحركات اليومية المستمرة لحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية بين اقليم كردستان وتركيا يجبر سكان القرى الحدودية الى ترك منازلهم ومناطق سكناهم وشؤونهم اليومية، خوفا من يطالهم قصف الطائرات التركية، وهم نازحون الى المدن والقرى البعيدة عن الشريط الحدودي.
وكشف زنكنة عن احصائية عن عدد القرى التي تم اخلاؤها لحد الان نتيجة لاستمرار القتال بين العمال الكردستاني والجيش التركي، واضاف ان عدد القرى التي تم اخلاؤها وهجر سكانها بلغ لحد الان 400 قرية بين اقليم كردستان وتركيا.
وتابع زنكنة، ان الحرب الدائرة منذ سنوات بين العمال الكردستاني (PKK) والحكومة التركية، الحقت اضرارا كبيرة بالإنتاج الزراعي والحيواني ومربي المواشي في اقليم كردستان.
مشيرا الى ان على حزب العمال الكردستاني عدم نقل صراعه مع تركيا الى داخل اراضي اقليم كردستان وان عليه ان يقي المواطنين في اقليم كردستان تبعات القتال وتأثيراته الخطيرة.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت للصباح الجديد، عن ارتفاع حدة التوتر مؤخرا بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على خلفية مقتل مساعد القنصل التركي في الاقليم الاسبوع المنصرم، من قبل مجموعة مسلحة اعلنت تلقيها اوامر من شخصية قيادية في حزب العمال الكردستاني.
الامر الذي اعتبره الحزب الديمقراطي استهدافا مباشراً لحكومة الاقليم وسيادته التي يشغل الديمقراطي اغلب المناصب الرئيسة فيها.
واضافت المصادر ان الحزب الديمقراطي رفع من مستوى تعاونه مع الجيش التركي وارسل في الاونة الاخيرة قوات من الزيرفاني وهي قوات خاصة مدربة ومجهزة باحداث الاسلحة لحماية مقار الاستخبارات وثكنات الجيش التركي المتواجدة في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي بالاقليم منذ سنوات.
واضافت المصادر، ان الجيش التركي استفاد من معلومات استخبارية دقيقة قدمها الحزب الديمقراطي للاستخبارات التركية، عن اماكن تواجد قيادات بارزة من حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية بالقرب من جبال قنديل، وهو ما ادى الى استهدافها من قبل الطائرات التركية وتسبب بمقتل قيادات بارزة في العمال الكردستاني، من بينها ديار غريب عضو اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني، وسرحد وارتو المتحدث الاعلامي السابق باسم العمال الكردستاني.
على صعيد ذي صلة وحدات حماية شرق كردستان التابعة لحزب العمال الكردستاني قد هددت ايران باستمرار عملياتها داخل عمق الاراضي الايرانية اذا ما استمرت الجمهورية الاسلامية بقصف مواقعها داخل اراضي الاقليم.
بدوره طالب عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمد وتمان بوضع حد لنشاطات حزب العمال الكردستاني داخل اراضي اقليم كردستان، التي ادت الى تهجير سكان القرى والقصبات الحدودية.
واضاف في تصريح للصباح الجديد، ان المواطنين في القرى الحدودية تضرروا بنحو كبير من القتال الدائر بين العمال الكردستاني والحكومة التركية، وان على حكومة الاقليم ان تحافظ على سلامة المواطنين ومنع تعرض قراهم للهدم والتهجير.
واضاف، ان العمال الكردستاني لايعير اهتمام للوضع الحساس الذي يمر به اقليم كردستان مع دول الجوار، ويعد نفسه على حق، ولايستمع الى حكومة الاقليم ومعاناة المواطنين المستمرة جراء القصف التركي الايراني المستمر منذ سنوات.
واضاف ان العمال الكردستاني ينتهك سيادة الاقليم ويعرض مكتسباته للخطر نتيجة لتجاوزه على دول الجوار من داخل اراضي الاقليم، برغم المطالبات المستمرة لحكومة الاقليم والاحزاب السياسية بعدم استخدام اراضي الاقليم للهجوم على دول الجوار.
عضو برلمان كردستان عن الحزب الديمقراطي بيشوا هورامي اشار في مقال بعنوان ماذا يريد حزب العمال من إقليم كردستان، الى ان حادثة مقتل أحد موظفي القنصلية التركية بأربيل من قبل مسلحين مدربين وعضو في حزب العمال الكردستاني، هو تخطيط لحرب أهلية واستهداف للأمن في إقليم كردستان، الذي عجز داعش عن تخريبه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة