-1-
اذا كان من الصحيح القول :
إنّ العراق هو في طليعة الدول النفطية ، وهو صاحبُ ثروةٍ معدنية عظمى تتيح له أنْ ينعم بأعظم الايرادات لتكون المحصلة النهائية باهرة في عطائها ، فان من الصحيح القول أيضا :
انّ الايرادات الضخمة من نفطه ومعادنه لم تَسْلمْ من النهب والسلب، وتسربت مئات المليارات الى خارج الوطن لتكون جزءً من حسابات اللصوص والقراصنة الشخصية في البنوك الأجنبية أو مشاريع ومصانع وبضائع معروضة في مختلف الأسواق ..!!
-2-
وهذا الوضع القاتم جعله يتصدر الدول الأكثر فساداً في العالم ..!!
أصبحت صورة العراق، صاحب الحضارة العريقة والابداعات المذهلة والانجازات العلمية والفكرية العميقة،مغطاةً بالغيوم الداكنة ..!!
-3-
ان أخطر المخاطر أنْ يتم إذكاء النزعات الطائفية والقوميّة والفئوية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد ..
انّ التعددية المذكورة ليست الا طريقا من طرق التألق والتقدم بينما تصبح الآفة العظمى للتمزيق والتفتيت حين تصبح (المواطنة) و(الهوية الوطنية) شيئا منسياً ، ولا ينظر حينها الى العراقي الاّ من زاوية ضيّقة لا تشده لا الى الوطن ولا الى باقي شركائه فيه ..
-4-
ان العلماء والمفكرين والأدباء مدعوون جميعا الى إشاعة مفاهيم المواطنة الصالحة من جانب، والى التثقيف العام على أنها الحجر الأساس في النهوض والرقي والتقدم من جانب آخر .
-5-
وفي عام 2005 أُعلن عن الحاجة الى (نشيد وطني) جديد،وفُتح الباب أمام الأدباء والشعراء لإرسال ما يعدونه مناسباً الى لجنة خاصة غير أنَّ هذه المسألة تُركت بعد ذلك شأنها شأن الكثير من المسائل التي يعلن عنها ثم يطويها التعتيم ..
-6-
انّ حب الوطن عندي يعني حب أبنائه ،
وحُبُّ ابنائه يعني الكفاح من أجل رفعتهم وايصالهم الى مرافئ الكرامة والسلامة .
وفي ظل هذا الحب العميق، يتعاون العراقيون جميعا على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم واتجاهاتهم على إعمار العراق والخلاص من كل ما يعيق رقيّه وتقدمه .
-7-
ونحمد الله تعالى انَّ شوكة الطائفية المقيتة قد كُسرتْ ، ولكن المحاصصات مازالت باقية –للاسف حتى الآن – .
وهذا ما أعددناه ليكون النشيد الوطني :
بِخَفْقِ القلوبِ نُحييّ الوطنْ
وكلٌّ بِحبِّ العراقِ افتتنْ
إليكَ انتميْنَا وفيك افتخرَنْا
ونحمي حماكَ اذا الخَطْبُ جَنّْ
وإنَّ جبِينَكَ صبحٌ أغرّ
تلألأ عَبْر دياجي الزمن
وأنتَ احتَضَنْتَ الحضاراتِ طُرّا
وواديكَ كلَّ الكنوزِ احتضنْ
وَحبّاتُ رَمْلِكَ أضحتْ نُضاراً
لها في النفائس أغلى ثَمَنْ
فايُّ البلاد كمثل العراق
ومَن ذا يُدانيهِ بالمجدِ مَنْ ؟
#
مزاياكَ يا موطني لا تُعدّ
فأنت مناراتُ عِلْمٍ وفَنّْ
وأنتَ الأصلُ وأنتَ الجميلُ
وأنتَ النبيلُ وأنتَ الحَسَنْ
بِهَدْيّ الائمةِ تَبني النفوس
وتنشرُ عِطرَ الهدى والسُنَنْ
تبوأتَ أعلى الذُرى صاعداً
وأثريتَ دنيا المُنى والمِنَنْ
حسين الصدر