الدور التعبيري للكاميرا

يقول مارسيل مارتن (ان مولد السينما كفن يؤرخ باليوم الذي فكر فيه المخرجون في تحريك آلة التصوير خلال المشهد نفسه اذ انه تم بذلك اختراع التعبيرات في احجام المناظر).
فحركة الكاميرا قد ساهمت في اغناء المعنى الدلالي لصورة (وهناك ثلاث انواع لحركة الكاميرا) مثل الترافلنج والتي هي عبارة عن تحرك الكاميرا بينما تظل الزاوية بين خط محور العدسة واتجاه سير الكاميرا ثابته ولها عدة معان ودلالات تصب في صالح العمل الفني، وكذلك حركة البانوراما التي هي عبارة عن حركة دائرية من الكاميرا حول محورها العامودي أو الافقي دون نقل الالة من مكانها، ونبرر هذه الحركة لضرورة تتبع شخص او عربة في حالة حركة ، وحركة الكرين التي هي مزيج غير محدد من حركة الترافلنج والبانوراما، بالإضافة الى حركات الكاميرا تشكل المقاسات المختلفة للقطات اهمية كبيرة للصورة السينمائية ، ولكل لقطة منها دلالتها التي يمكن لصانع الفيلم من خلالها ايصال ما يريده من معاني للمشاهد، كذلك فان تشكيل الكادر يسهم في تقديم مضمون الصورة بشكل ذو معنى ففي فيلم «الارض» ليوسف شاهين وفي لقطة كلوس لوجه الفلاح ابو سويلم وهو يملأ الكادر تنساب دمعة من عينه لتصل الى شاربه الذي حلقته الشرطة في المعتقل ، وهذا الكادر يوضح مدى الاهانة التي تعرض لها هذا الفالح والمتمثلة بحلق شاربه الذي هو دليل الرجولة الاقوى في مجتمعه .
وكذلك فان المجرى الصوتي بأكمله وليس الحوار فقط هي احد المرتكزات الأساسية في بنية النص الفلمي والحوار في النص الفلمي ليس مجرد كلام نثري أو محادثة وإنما هو تكثيف وتلخيص فني للكلام العادي لأجل تغذية القصة المروية على الشاشة (فالحوار الدرامي ليس حديثاً مسجلاً على صورة منقولة له تماماً للكلام العادي بل انه الكلام الحقيقي بعد الاختيار والترتيب والتحرير لأغراض درامية)، ويعتمد الحوار في توصل الأفكار والمعلومات الموجودة عند الشخصيات إلى المتلقي ، لذا يتحتم على كاتب الحوار في النص الفلمي العمل على اختيار المفردات المناسبة والاقتصاد فيها وعدم المبالغة والأطناب في اللغة المستخدمة ، وهو حوار يختلف عن الحوارات والنصوص الإذاعية والتلفزيونية.
ويقسم المجرى الصوتي إلى أربعة أقسام هي: الحوار، الموسيقى، المؤثرات الصوتية، الصمت.
و(يمكن القول أن الصوت في الفيلم السينمائي يمكن أن يصبح أكثر أدبية من النص الأدبي نفسه نظراً لوجود الصورة ووجود من يستطيع إلقاء النص الأدبي بلغة النص ودلالاته إلى حدودها القصوى).

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة