فاروق ملا مصطفى.. في نظر بعض أقاربه وأصدقائه

الشاعر شيركو بيكه س

*فاروق أحد اصدقاء طفولتي.. كنا أطفالا في أعمار متقاربة، أكبر أو أصغر بعام او عامين، عدا اثنين او ثلاثة منا. كنا نتجمع بعد دوام المدرسة ونتلهى حتى حلو المساء باللعب والتقافز، وكنا جميعاً نلبس دشداشات مخططة.
*أما مشاكسة فاروق فحطمت الرقم القياسي. برع فاروق في لعبة لتحطيم (الشروب) الموضوع داخل صينية، وبز أقرانه على الدوام، كان يربح الى حد ودرجة ان بائع (الشروب) كان يخرج من اللعبة صفر اليدين.
*كلما أردنا ان نسكت فاروقا ونفحمه لكي لا يبزنا، انتحلنا عذراً قائلين له سنذهب إلى والدك ونشتكي عليك. لم يكن يخشى أحدا سوى من والده.
*باع حذاءً له بعانتين (عملة عراقية قديمة) لصبي، ثم أعطاني فلساً. حتى في ذلك الوقت كان يملك عقلا تجاريا. وفي الصيف، في اثناء موسم نضج القثاء كنا نبتاع قثاءة كبيرة من السوق ونضعها على صينية ونبيعها.. كلما بعنا حزتين منها اقتطعنا منها ثلاث شرائح لنأكلها، بالذات أنا.
*كان في حوزة أنور صفحة قديمة ومصفرة لجريدة، احتوت صور رجل ذي شارب كث أسود، مدجج بالسلاح والرصاص، تام التسليح. قلنا له من هذا؟ قال: إنه الشيخ محمود شجاع للغاية، قتل ألف انكليزي! كنا نميل برؤوسنا على المنضدة. قال فاروق، تلك قصة رواها لي أبي ذات مرة.
*خلال تلك المدة وفي تلك السنين، كنت أخرج برفقة فاروق لننصرف للعب والشجار، إعتدنا أن نمزق ثيابنا ونوسخها في سرعة، كانت تلك نفقة باهظة لي ولوالدتي، وكذلك لذوي فاروق. اتذكر، زرت مرة بيت فاروق للتذاكر، أول مرة التقيت فيها والده المرحوم ملا مصطفى، مسد رأسي بيده وقال: كان والدك بيکە س وطنيا صادقا، بلا دغش وخلل، فاهتم أنت بدروسك أيضاً لتكون مثله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة