داعش يلجأ للتمويه وينشر اسلحة وصواريخ خشبية

مع اقتراب هجوم التحالف الدولي
نينوى ـ خدر خلات
بينما تشهد القاعات والاروقة في السفارات والقنصليات والمحافل الدبلوماسية فضلا عن القواعد العسكرية اجتماعات محمومة بين كبار المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين في التحالف الدولي لوضع اللمسات الأخيرة على عملية عسكرية واسعة النطاق لضرب تنظيم الدولة الاسلامية، او ما يعرف بـ “داعش” اعلاميا، في العراق وسوريا، يلجأ تنظيم داعش الى اساليب التمويه التقليدية لتضخيم حجم ترسانته العسكرية، وفق ما قاله مصدر استخباري لـ “الصباح الجديد”.
وقال المصدر في حديثه شريطة عدم الكشف عن اسمه ان “تنظيم داعش يؤكد لنا ان بين صفوفه ضباط رفيعو المستوى ومن مختلف الصنوف القتالية”.
واضاف ان “لمسات هؤلاء الضباط واضحة جدا في العمليات الواسعة التي يشنها التنظيم على القوات الامنية العراقية وعلى المدن والمنشات الحيوية كالسدود المائية ومصافي النفط وغيرها”.
واشار المصدر الاستخباري الى ان “المعلومات الاستخبارية التي تردنا من مصادرنا، في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في محافظة نينوى، تشير الى انه بدأ بنشر مئات الصواريخ الخشبية التي تحمل زعانف تشبه الحقيقية بشكل كبير، فضلا عن طليها باصباغ معدنية للامعان في التمويه”.
وتابع بالقول “كما قام التنظيم بنشر الالاف من الدوشكات وسلاح البي كي سي، الخشبية ايضا والمطلية بشكل يشبه الاصلي منها، في غالبية المناطق السكنية التي تخضع لسيطرته، حيث يتعمد التنظيم ابراز سبطانات او فوهات تلك الاسلحة من النوافذ او الفتحات التي يعملها في جدران سطوح العمارات والمباني العالية”.
واعتبر متحدثنا ان “تنظيم داعش يحاول ان يضخم من ترسانته لنشر الفزع في صفوف القوات التي ستهاجمه لاحقا مع بدء الضربات الجوية الامريكية والغربية على مواقعه”.
ويرى المتحدث انه “لو كان للتنظيم هذه العدد الكبير من الصواريخ التي نشرها، والتي يتراوح طوال الواحد منها بين اربع الى خمس امتار، وفق مصادرنا، فانه كان قد استخدمها ضد مواقعنا في المعارك العديدة التي وقعت في الاسابيع الثلاثة الاخيرة بمحافظة نينوى”.
ورجح ان “التنظيم يريد ايضا ارسال رسالة لانصاره الذين يترقبون بقلق بالغ موعد بدء الضربات الجوية، بانه يمتلك المئات من صواريخ الدفاع الجوي ليشد من عزيمتهم التي بدأت تتراخى وتتدهور بسبب التحالف العالمي الكبير والاصرار على القضاء المبرم على هذا التنظيم الارهابي”.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، لـ “الصباح الجديد” ان “قوات البيشمركة المرابطة في جميع مناطق محافظة نينوى على اطلاع تام بالخطوات التي يتخذها تنظيم داعش الارهابي واساليبه في اعمال التمويه والخداع العسكري”.
واضاف “نحن نعد قيام عصابات داعش بنشر صواريخ خشبية وسبطانات رشاشات ثقيلة خشبية ايضا، دليل واضح على تدني معنويات عناصره، بينما معنويات البيشمركة ترتفع يوما بعد يوم بسبب التأييد والدعم الدولي الذي باتت تحظى به في مواجهتها لهذا التنظيم الاجرامي”.
ولفت مموزيني الى ان “تراجع عصابات داعش من عدة مناطق في مخمور وزمار وسد الموصل وغيرها بعد طرده من قبل قوات البيشمركة، دفعه الى اللجوء لاساليب مكشوفة في فنون الخداع العسكري”.
منوها الى ان “البيشمركة باتت تعلم جيدا كيفية التعامل مع هذه العصابة المجرمة، وان تنظيم داعش عندما ينصب صواريخ واسلحة خشبية، فانه يكذب على نفسه وعلى عناصره الارهابية ويصور انه لديه قوة هائلة، بينما في الحقيقة هي قوة بدأت تخور وتضعف يوما بعد يوم، بل انه ينتظر الضربة القاضية قريبا”.
وتقود الولايات المتحدة الامريكية تحالفا دوليا يضم اكثر من 40 دولة لتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، في وقت لم يتم تحديده بعد، لكن مراقبون يقولون ان الضربات ستقع في غضون اسبوع واحد لا اكثر.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة في كل من العراق وسوريا في الاشهر القريبة الماضية، كما ارسل التنظيم رسائل تهديد الى دول عربية اخرى ملوحا باجتياح بعض مناطقها المتاخمة للعراق وسوريا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة