مواطن بريطاني اقتحم موكب رئيس الوزراء ونستون تشرشل وهتف في وجهه “أنت غبي أحمق” فاعتقلت الشرطة المواطن واقتادته الى السجن.
البرلمان استدعي تشرشل وسأله أحد الأعضاء الغاضبين: “هل يجوز أن تعتقل الشرطة مواطناً وتضعه في السجن لمجرد أنه قام بسبك!؟”
أجاب تشرشل: إن الشرطة لم تعتقله لأنه سبّني بل لأنه أفشى سراً من أسرار الدولة.
هذا هو “تشرشل” الذي قال “كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها!”
يعدّ “تشرشل” من أشهر القادة السياسيين في العالم، كان ضابطًا في بداية حياته ثم كاتباً ومؤرخاً وفناناً، ويعدّ رئيس الوزراء الوحيد الذي نال جائزة نوبل في مجال الأدب.
وهو القائل: “كثيرون ارتقوا سلّم المجد إما على أكتاف أصدقائهم، أو على جماجم أعدائهم!
ولأن السياسة أصبحت عندنا تحتل جزءاً مهماً من حياة المواطن المغلوب على أمره، يتنفسها مع الهواء، ويتناولها مع الهبيط أو القوزي أو حتى مع “لفة الفلافل”، جبراً أو فرضاً أو اختياراً أو .. طمعاً.. وهذ أضعف الإيمان!
في السياسة.. هناك انتصارات وهزائم، وإحباطات، وفقر، وثراء، وفساد، ونفوذ ،وأتباع، وضحايا، ومافيات وعصابات، وتبييض أموال، وسرقات، وترغيب وترهيب، ومساومات، ومفاجأت، ومغامرات، وسمسرة وسماسرة، وافتراءات وكذب ودجل، وخضوع وخنوع.. وضحك على الذقون!
وفي السياسة أيضاً، هناك الوطنية، والحكمة والحنكة والخبرة والتجربة و”الكاريزما”، والقدرة على الخطابة في الناس، وفن إدارة شؤون البلاد والأزمات!
ومن السياسيين مَن يعمل على بناء دولة قوية يغيّر من خلالها خارطة المنطقة، أو بناء حضارة تضرب سمعتها الآفاق، وهناك من يتسبب من السياسيين الأغبياء والحمقى والمراهقين والمغرورين والطغاة بانهيار كل ذلك في دقائق، أو يكونون سبباً في انهيار دولهم أو حضارتهم بجرة قلم أو بقرار مزاجي فردي غبي أو لحظة تهوّر!
وهنا لسنا في موضع الإشادة بـ “تشرشل” السياسي والرسام والصحفي والمؤرخ وكاتب السيناريو وكاتب السير ورجل الدولة والوزير والضابط والقائد العسكري الذي رضع وتعاطى “السياسة” على مدى أكثر من 70 عاماً وورثها عن والده! لكن المثل الشعبي يقول: “مو كلمن صخّم وجهه كَال آني حداد”! ولا “كلمن” فاز بالانتخابات بالتصويت أو التزوير أو المساومات “كَال آني سياسي!”
هنا.. لا نستغرب إن خرج علينا “مقدم” أحد البرامج التلفزيونية.. وهو يتملق أحد ضيوفه من “المراهقين” المحسوبين على الطبقة السياسية عندنا، ممّن لم ينبت له شعر في لحية السياسة.. ليصفة بالقيادي والسياسي المحنّك !
- ضوء
العربة الفارغة “تجعجع” أكثر من العربة المملوءة ! - عاصم جهاد