عدنان الفضلي
أيتها السمراء اللامعة
القادمة .. كنزيف اخضر
لا ترفضي حرث مباهجك
فالشتاء قريب
لا تقرأي ..
في كتب تفضي بك إلى النعاس
فالسطور المجنونة توقظ نفسها
لا تنكري البصمة الأخيرة ..
لملحدك المستلقي بين نهديك
فقميصك تحدّث عن نفسه
واشتكى الحاجة ..
لمن يفكّ أزرار الزنزانة
لا تعتقدي ..
أن عيونك التي حدّثتني كثيراً
عن وطنك المرتبك
يشتهي أن يستعمره السومريون
لا ترتكبي السهو ..
وتقمّطين الجبلين بقماش رمادي
ففي الجادة المفضية إليّ ..
ثمة عمود وخيمة تغلق السماء
لا تخبريني ..
أن أصابعك وهي ترسمني
لم تلثم نفسها
فاللوحة في القصيدة
تومض بضوء العينين المشتعلتين
لا تنسي ..
أنك قبضت على خيالي
وهو يدق الاسفين بين الرخام
فأنت الآن في زحمة انفاسك
تتسابق بين السرّة والسرّ
لا تنسي وأنت ترتدين مباهجك من جديد
وتأتين إلى حيث مضاجعنا البغدادية
أن تجلبي طالعنا الأخير ..
من فنجان عرّافة سومر العتيقة