ملفات معقدة ومهام عسيرة بانتظاره
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تنتظر رئيس اقليم كردستان الجديد نيجيرفان بارزاني الذي ادى اليمين القانونية امس الاثنين رئيسا للاقليم مهام عسيرة وملفات اقل ما يقال عنها بانها شائكة بانتظار ايجاد الحلول المناسبة لها على صعيد الاقليم وفيما يخص تطبيع العلاقة مع الحكومة الاتحادية.
وبارزاني كانت وصفت فترة ادارته السابقة لحكومة الاقليم بالاصعب، ووصل الحد ببعض الاطراف السياسية الى الانسحاب من حكومة الاقليم، واتهامها بالتسببت بكوارث وازمات اقتصادية ومالية لم يشهد لها الاقليم من مثيل، جراء تفرد الحزب الديمقراطي بملف النفط والتصرف بوارداته والهيمنة على مفاصل ومؤسسات حكومة الاقليم الاساسية.
يسعى نيجيرفان بارزاني الذي يمثل جناح الحمائم داخل الحزب الديمقراطي من جانب الى اعادة الاقليم الى سابق عهده واعادة بناء علاقاته مع المجتمع الدولي، عقب الازمة التي خلفها اجراء الاستفتاء التي قادها جناح الصقور داخل الحزب الديمقراطي الممثل برئيس الحزب مسعود بارزاني ونجله مسرور مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة حكومة الاقليم، ومن جانب اخر يعمل على معالجة المشاكل والخلافات مع الحكومة الاتحادية التي ما زال قسم كبير منها عالقا لحد الان دون حلول جذرية.
يعد ملف النفط العقبة الابرز التي تواجه فترة حكم نيجيرفان بارزاني لرئاسة الاقليم، اذ ان عقود الشراكة طويلة الاجل التي وقعتها حكومة الاقليم التي ترأسها نيجيرفان اضافة الى الديون الكبيرة التي تقع على عاتق الاقليم لتلك الشركات، تقف حائلا دون تمكن حكومة الاقليم من تسليم الحصة المحددة 250 الف برميل يومياً من نفطها وفقا لقانون الموازنة الى الحكومة الاتحادية.
كما ان تراس نيجيرفان بارزاني للوفد التفاضي للحزب الديمقراطي خلال الجولات التفاوضية التي خاضها الحزب مع الاتحاد الوطني وحركة التغيير في اطار تشكيل حكومة الاقليم، يضعه امام التزامات كبيرة في اطار تنفيذ الاصلاحات الادارية والسياسية والمالية وتحقيق الشراكة والتوازن في مؤسسات حكومة الاقليم، الذي طالبت حركة التغيير والاتحاد الوطني لقاء المشاركة في كومة الاقليم، وهو ما قد يضعه على مسار تصادمي مع رئيس حكومة الاقليم المقبل مسرور بارزاني، الذي قد لا يسمح لنيجيرفان بالتدخل في الية ادارته لحكومة الاقليم المقبلة، سيما والمعروف عنه انه متشدد.
وكان رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قد دعا الى فتح صفحة جديدة من العلاقة مع الحكومة الاتحادية بعيدا عن التشنج والاختلاف والتوجه بخطوات ثابتة نحو بناء التجربة الديمقراطية في العراق.
واضاف بارزاني بعد ادائه القسم القانوني رئيسا للاقليم في جلسة برلمان كردستان التي عقدت في قاعة سعد عبد الله بمحافظة اربيل، امس الاثنين، ان على كافة الاطراف السياسية في العراق والاقليم، ان تضمد جراح الماضي والتحلي بالصبر والعفو لفتح صفحة جديدة لبناء العراق والاقليم على اساس المصالح المشتركة وتهيئة حياة كريمة للمواطنين.
واضاف ان الاقليم يمد يده لكل الاطراف الراغبة بالعمل المشترك وتحقيق التعاون البناء والعمل مع الحكومة الاتحادية لانهاء الخلافات في اطار الدستور العراقي ومعالجة المشاكل العالقة.
بدوره اكد رئيس الجمهورية برهم صالح، ان الشرق الاوسط بحاجة الى معالجة جذرية للتعايش والسلم الامن في اطار بناء منضمومة اقليمية جديدة مبنية على السلم والتعاون والتعايش وتهيئة الحياة الكريمة للمواطنين.
واضاف صالح في كلمة القاها خلال مشاركته في مراسم اداء القسم القانوني لرئيس الاقليم، ان جميع مكونات اقليم كردستان مدعوة الى العمل المشترك من اجل مستقبل افضل للاقليم والعراق، والعمل المشترك مع الحكومة الاتحادية ضمن اطار الدستور وحل جميع المشاكل.
وأكد ثقته بقدرة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لتعزيز التعاون بين أربيل وبغداد بما يملكه من خبرة وعلاقات دبلوماسية، وتابع أن «كردستان تمثل تجربة مهمة، وان قوة كردستان من قوة العراق وقوة البصرة وبغداد من قوة كردستان، معربا عن امله ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة للإعمار والسلام.
من جانبه اكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ضرورة توحيد القرار السياسي في بغداد، لافتا الى ان بغداد مصدر قوة لاقليم كردستان، مشيرا الى انها بانتظار استكمال الحوار وايجاد الحلول لجميع المشاكل.
واضاف، ان انتخاب نيجيرفان بارزاني رئيسا لاقليم كوردستان يعد نموذجا حيا لاحترام الدستور، مشيدا بدور اقليم كردستان باحتضان النازحين.
الرئيس السابق لاقليم كردستان مسعود بارزاني، طالب بدوره الحكومة الفيدرالية وحكومة الإقليم الى إيجاد حلول للمشاكل العالقة وخاصة فيما يخص المناطق المتنازع عليها، مشيراً إلى أن خطر داعش لايزال قائماً، ليس فقط على إقليم كردستان بل على المنطقة ككل.
ممثل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي اشار من جهته الى أن الحكومة الاتحادية تدرك ضرورة الالتزامات المتبادلة وترسيخ العلاقة الدستورية بين المركز والإقليم.
واضاف حميد الغزي في كلمة له خلال المراسم، ان الحكومة الاتحادية تعمل على ترسيخ العلاقة الدستورية بين المركز والإقليم واعتبار الدستور الركيزة الأساسية لضمان وحدة العراق وسيادته والحفاظ على أمنه وسلامته.
وأدى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني امس الإثنين اليمين القانونية، بعدما جرى انتخابه من قبل برلمان كردستان في 28 من أيار الماضي.
وكان برلمان كردستان قد صادق في 8 من ايار المنصرم على قانون تفعيل مؤسسة رئاسة اقليم كردستان- العراق، الامر الذي اعترضت عليه اطراف وكتل عدة داخل برلمان كردستان، التي رفضت القانون، نظرا لمنحه صلاحيات واسعة لرئيس الاقليم اضافة الى انه يتعارض مع رغبة الاحزاب بتحويل النظام السياسي في الاقليم من رئاسي الى برلماني كما في العراق.