الاتحاد الوطني يحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الفقيد عادل مراد

عرف بتصديه للفساد ومواقفه المشهودة في الدفاع عن مكونات البلاد

السليمانية – عباس كاريزي:

نظم المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني بالتعاون مع عائلة وذوي الراحل مراسيم مهيبة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل عضو الهيئة المؤسسة سكرتير المجلس المركزي الكردستاني السابق للاتحاد الوطني المناضل الفقيد عادل مراد.
وافتتحت المراسيم التي اقيمت في قاعة الثقافة الجماهيرية بمحافظة السليمانية مساء الخميس وحضرها جمع غفير من السياسيين والمواطنين واصدقاء ورفاق درب الراحل بالوقوف دقيقة صمت حداد على روح المناضل الفقيد عادل مراد وشهداء الكرد وكردستان.
والقى حاكم قادر عضو الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني، كلمة المكتب السياسي للاتحاد الوطني، حيث قدم التعازي لعائلة وذوي المناضل الفقيد واصدقائه وجميع ملاكات وجماهير الاتحاد الوطني، بالذكرى الأول لرحيل احد رفاق النضال والكفاح المسلح.
واضاف، ان الراحل الفقيد كان من عائلة مناضلة وحبه للوطن والكرد دفع به الى الانخراط مبكرا في النضال والعمل السياسي، وعرف عنه عدم اليأس، وسطر ملاحم في النضال السياسي والدبلوماسي طيلة حياته وادى المهام والمسؤوليات التي انطيت به على الصعيد السياسي والدبلوماسي وحتى فترة نضال الجبل في صفوف البيشمركة على اتم وجه.
بعدها القى لطيف نيروي كلمة بالنيابة عن اللجنة التحضيرية للذكرى السنوية، سلط فيها الضوء على دور واهمية المناضل الفقيد، الذي قال انه كان متمردا لايساوم في الحفاظ على المصالح العليا لشعبه ولايخشى في الحق لومة لائم.
من جانبها قدمت نوزين عادل مراد كلمة بالنيابة عن عائلة المناضل الفقيد، شكرت فيها الحاضرين في ذكرى رحيل المناضل الفقيد، عادة هذه المراسيم تعبيرا عن وفاء رفاق واصدقاء المناضل الفقيد لوالدها الراحل عادل مراد.
ولد عضو الهيئة التأسيسية في الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل عادل مراد في كانون الاول ديسمبر عام 1949 بمدينة بغداد لعائلة كردية فيلية مناضلة ونظرا لعمق انتمائه الوطني ونشاطاته الطلابية وعمق انتمائه القومي، انخرط في النضال السياسي عام 1965 بالانضمام الى صفوف تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تأسس في بغداد عام 1946.
التحق بالدراسة الجامعية عام 1966 كطالب في قسم الكيمياء في كلية التربية بجامعة بغداد، حيث اشرف في تلك الفترة على التنظيمات الطلابية للحزب الديمقراطي في بغداد، اضطر الى ترك دراسته في جامعة بغداد، بعد بروز نشاطه السياسي، وملاحقته من قبل جلاوزة النظام المباد، ليلتحق بعدها بزملائه البيشمركة في جبال كردستان.
تسنم بعد تركه مدينته بغداد منصب عضو محور منطقة بالك بمحافظة اربيل، وكان الى جانب مهامه الحزبية يدرس عددا من المواد المنهجية والسياسية، في احدى مدارس قرية كلالة كاحد مدرسي الثورة آنذاك.
وبعد الاعلان عن بيان 11 اذار انتخب عادل مراد في مؤتمر اتحاد طلبة كردستان كاول سكرتير منتخب ليصبح بعدها نائباً لمسؤول التنظيمات المهنية في العراق، الا انه ونظرا للضغوطات التي مورست بحقه من قبل النظام البعثي وقبل ان تبدأ مرحلة القتال بين البعث والثورة الكردية عام 1974، اضطر ثانية الى ترك بغداد، ليستقر في المناطق الجبلية التي كانت تحت حكم الثورة.
وفي عام 1975 وبعد اعلان انتهاء الثورة الكردية من قبل الزعيم الكردي الراحل الملا مصطفى بارزاني، عقب اتفاقية الجزائر بين النظام البعثي وشاه ايران، توجه مراد الى ايران وبعدها الى لبنان ومنها الى دمشق، التي تمكن الى جانب الرئيس مام جلال وخمسة آخرين من القيادات الكردية البارزة من تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني فيها.
تمكن عادل مراد وثلة من رفاقه في قيادة الاتحاد الوطني بعد عام واحد من الاعلان عن البيان التأسيسي الاول للاتحاد الوطني الكردستاني، في الاول من حزيران عام 1976 من ارسال اول مفرزة مسلحة الى جبال كردستان بعد تجهيزهم بالاسلحة والمعدات اللوجستية، بقيادة الشهيد النقيب ابراهيم عزو و 28 اخرين من البيشمركة للاعلان رسميا عن بدء النضال المسلح لاسقاط النظام الدكتاتوري في العراق انذاك.
تسلم مراد بعد تأسيس الاتحاد الوطني منصب مسؤول تنظيمات الداخل وفي خارج البلاد، ليتوجه بعدها الى اوروبا في مسعى منه لبناء هيكل تنظيمي فاعل للاتحاد الوطني وحث الشباب الثوريين على الانخراط في الثورة الجديدة التي اسسها الاتحاد الوطني في سوريا تحت شعار الثورة العراقية المندلعة في جبال كردستان.
التحق عادل مراد عام 1979 بقيادة قوات البيشمركة التي كانت تتمركز انذاك في منطقة خري ناوزنك بعد عودته من سوريا، ونظرا لعمق علاقاته مع اغلب التيارات والاحزاب السياسية العربية والتقدمية والاشتراكية في العراق والعالم العربي، اضطر الى ترك النضال المسلح والتوجه مجددا الى لبنان وسوريا، حيث كان تواجد اغلب تنظيمات الاحزاب والقوى السياسية العراقية والعربية المناهضة للحكومات الدكتاتورية.
شارك مراد مع رفاقه في الاتحاد الوطني بالتهيئة لانتفاضة شعب عام 1991، ليتدرج بعدها في اغلب المناصب القيادية الرفيعة داخل الاتحاد الوطني، لينتخب من قبل المؤتمر العام الاول عام 1992 عضوا للمكتب السياسي، تسلم بعدها عام 1994 مسؤولية مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الذي بقي فيه لغاية عام 2000، ليتركه ويتوجه لتولي مسؤولية مكتب علاقات الاتحاد الوطني في دمشق.
شارك عام 2003 في الجهود المبذولة لاسقاط النظام البعثي المباد، تمكن من دخول مدينة بغداد مع طلائع تنظيمات الاتحاد الوطني، واسهم بشكل فاعل الى جانب احزاب المعارضة العراقية التي عادت الى العراق بعد سقوط النظام في بناء التجربة الديمقراطية وصياغة الدستور الدائم حيث كان يشغل انذاك منصب مساعد للرئيس مام جلال في مجلس الحكم المؤقت.
تسلم منصب سفير العراق لدى رومانيا عام 2004 وبقي في هذا المنصب لغاية عام 2010، اخلى منصبه كعضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني في مؤتمره الثالث ليتيح الفرصة امام الملاكات الشابة ان تتقدم في مراكز الحزب العليا، منح على اثرها قلادة التقدير من المؤتمر.
تسلم منصب سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني عام 2011 بعد توصية والحاح من الرئيس مام جلال، وبقي فيه حتى اخر ايام حياته.
كان الراحل رجلاً مضحياً متمسكاً بمواقفه المبدئية الرصينة لم يحد عن الشعارات والقيم النبيلة التي عرف بها حارب بكل قوة الفساد والمحسوبية والتبعية والتفرد، حتى داخل حزبه حيث كان يخرج في كثير من الاحيان عن مواقف بعض قيادات حزبه.
اصدر العديد من البيانات والرسائل التي اكد خلالها على ضرورة التزام الكرد بعمقهم الاستراتيجي في العراق، مؤكدا على الحفاظ على العلاقات التاريخية التي بناها مع رفيق دربه مام جلال مع شتى القوى والاحزاب العراقية والعربية.
عدّ رئيس الجمهورية السابق الدكتور فؤاد معصوم فقدانه بالخسارة الكبيرة للشعب الكردي وشعب العراق، واضاف برحيل السيد عادل مراد خسر العراق مناضلا صلبا جمع بين الفكر القومي الانساني والوطنية الصادقة فضلاً عن الايمان العميق بالفكر الديمقراطي التقدمي والشعور العالي بالمسؤولية ومقارعة الاستبداد والاضطهاد، مستذكرا باعتزاز انخراطه في الدفاع عن شعبه وامته منذ نعومة اظفاره.
وكان الراحل دائم الحرص على تحقيق الوئام والعيش المشترك بين جميع مكونات العراق ونستشهد هنا بلقاء اجرته معه قناة العراقية عام 2012، حيث يقول «ان هناك تأجيجا للصراع وللاوضاع في العراق منذ سقوط النظام المباد بتخطيط سعودي تركي – خليجي لافشال العملية السياسية في العراق واضفاء الصبغة الطائفية على الحكومة الاتحادية.
مشيرا الى ان تلكؤ القوى السياسية الفاعلة في اجراء اصلاحات حقيقية وفشل الحكومة في تقديم الخدمات، اضافة الى غياب التواصل الحقيقي بين المكونات الرئيسة، واختيار الاشخاص غير الاكفاء لادارة مفاصل البلاد ادى الى الوصول بالعراق الى هذا المنعطف الخطير.
ودعا سكرتير المجلس المركزي اطراف الازمة الى العودة الى طاولة الحوار والتفاهم باعتماد الدستور والاسراع في عقد الاجتماع الوطني، واشار في معرض رده على سؤال حول مستقبل العلاقة بين بغداد والاقليم في ظل بقاء كثير من الملفات عالقة من دون حل، الى ان غياب التواصل الحقيقي والاطلاع عن كثب على مجريات الاحداث اسهم في زيادة الهوة وخلط الاوراق وعدم الفهم بين الجانبين ، مطالبا بفتح الباب امام حوار جاد، وتعميق اواصر التواصل بين مختلف الاوساط في الاقليم والمركز والانفتاح على مختلف الشرائح لتعميق العلاقة الكردية العربية وازالة اللبس الذي ينجم عن غياب القراءة الحقيقية للاوضاع في الاقليم وبالعكس.
وفي سياق تناوله للاوضاع في العراق، اكد سكرتير المجلس المركزي عادل مراد ضرورة ان يبقي الكرد على قنوات الحوار مفتوحة مع نظرائهم في العملية السياسية في بغداد، وعدم اللجوء الى التصعيد واعتماد الخطاب المتشنج، الذي اكد ان من شأنه ان يهدم جميع الاسس التي بنيت عليها العملية السياسية وان يجر البلاد الى اتون صراعات لاطائل منها.
وعلى صعيد آخر في لقاء اجرته معه صحيفة كردستاني نوي التي تصدر باللغة الكردية بتاريخ 19/7/2012 يشير عادل مراد الى رد الفعل الذي ولده تلويح رئيس الاقليم بالتوجه الى اقامة الدولة الكردية، فيما لو لم تتحقق الشراكة الحقيقة في حكم العراق، قائلاً «ان الاوضاع الاقتصادية في كردستان واعتماده بالدرجة الاولى على التخصيصات المالية ال 17 % من الموازنة العامة للدولة العراقية وانعدام البنى التحتية والاستثمارت الكافية تحول دون تحقق اعلان الدولة الكردية مع انها حلم لدى كافة ابناء الشعب الكردي».
وفي لقاء اجرته معه احدى الصحف اللبنانية عام 2013 حول علاقة الكرد بالأميركان، يقول عادل مراد « أريدك أن تدرك أنه برغم انبهار القيادات العراقية والكردية بالأميركان الا أن الأمريكان لم يجلبوا الى العراق الا الخراب بسبب عدم المامهم بالوضع العراقي العام، رغم تضحياتهم الجسيمة واسقاطهم اعتى دكتاتور في العالم، ولم يميزوا فيما بين الحليف والعدو وقد وظفوا الالاف من العسكريين والمخابرات الصدامية في مؤسساتهم ومراكز تجمعاته العسكرية والامنية واقدامهم على حل الجيش العراقي بطريقة عشوائية غير مدروسة، واصدار قرار من الامم المتحدة بجعل العراق دولة محتلة !! و سأحكي لك حكاية تلخص تاريخ العراق ولك وللقارىء الاستنتاج حول ما مدى فائدة العراق من الأميركان.
كان لوالدي أخوان قتل عمي برصاصة واحدة بالرأس في أثناء مظاهرة معادية للاستعمار الانجليزي يوم 23 تشرين الثاني عام 1952في منطقة باب الشيخ في اثناء التظاهرات العارمة ضد الاستعمار البريطاني، وقتل صدام حسين والدي بحادثة دهس سيارة للمخابرات وأكملوا فعلتهم الجبانة برصاصة واحدة في رأسه, ليلة 1/1/1974امام دارنا في حي العقاري في بغداد، وقتل الأميركان عمي الثالث برصاصة واحدة بالرأس ودمروا بيته في حي الدورة جنوب بغداد, وشردوا عائلته ليلة 1/1/2007, نتيجة وشاية كاذبة… لقد قتلوا آلالاف من العراقيين الابرياء من دون تدقيق وتحقيق نتيجة وشايات كاذبة من البعثيين العاملين معهم كمترجمين,لان القوى الاسلامية والديمقراطية رفضت التعاون معهم , واحلوا الدمار بالعباد والبلاد..
وكان الشخصية السياسية العراقية الكردستانية البارزة سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني واحد اهم مؤسسيه عادل مراد، قد توفي عقب صراع طويل مع المرض في مشفاه بمدينة كولن الالمانية، صباح يوم الجمعة المصادف 18 من ايار مايو عام 2018 المنصرم، بعد رحلة نضالية طويلة بدأها منذ ستينيات القرن المنصرم في صفوف الثورة الكردية وحركات التحرر القومية والقوى الوطنية المناهضة للدكتاتورية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة