البصرة – علي النجدي:
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صدر حديثاً كتاب نقدي جديد عنوانه ” رواية الفتيان”
للأكاديمي العراقي د. نجم عبد الله كاظم الأستاذ في جامعة بغداد، يتناول فيه خصائص فن وموضوعات رواية الفتيان.
سبق للمؤلف أن أصدر عدة كتب نقدية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر نذكر منها:
“نحن والآخر في الرواية العربية”، و”هومسيك”، و”الآخر في الشعر العربي الحديث”.
يقول د. نجم عبد الله :” ظهرت أوائل الالتفاتات النقدية والبحثية العربية الجادة إلى أدب الأطفال، في ستينيات القرن الماضي ولاسيما في مصر في الفترة المحصورة بين العام 1966، حين بدأت الدراسات الجادة تظهر تباعاً، والعام 1973 الذي شهد عقْدَ الحلقة الدراسية الأولى (كِتاب الطفل ومجلته). فخلال تلك الفترة والسنوات القليلة التالية ظهرت كتب ودراسات ومقالات عديدة، وقد دفع أصحابَها إلى هذا الأدب، عوامل أهمها: اهتمام الغرب به قبلنا بمدة ليست قصيرة؛ والتطور العام الذي شهده العالم العربي، والثقافة العربية عموماً؛ والوعي التربوي بأهمية ثقافة الأطفال؛ وما شهده واقعُ كتابات أدب الأطفال والفتيان نفسها من تطور؛ ثم أخيراً، الاهتمام والدعم العربيان الرسميان، ولاسيما في مصر وسورية والعراق. ولعل من طريف وجميل ما يُذكر هنا ما عبّرت عنه الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي مرة حين اطّلعت على أنشطة (دار ثقافة الأطفال) في العراق فقالت: “الآن أستطيع أن أطمئن على ما يقرأه أحفادي”. والواقع قدّم الكُتّاب والباحثون العراقيون تحديداً، على مدى عقود عديدة، كتابات متميزة كمّاً ونوعاً تناولت مختلف مجالات الكتابة للأطفال، وكان نصيب الأدب في ذلك كبيراً نسبياً، وقد تهيأ له، وضمنه أدب القصة، دارسون قدموا للمكتبة دراسات كثيرة نسبياً وقيّمة، أكاديمية وغير أكاديمية. ولكن إزاء الكم والنوع المتميزين في أدب الأطفال، والعناية غير الاعتيادية التي أولاها النقد والدراسة الأكاديمية له، في العراق وغيره من البلدان العربية، تجذبنا ظاهرة غريبة بعض الشيء، تلك هي أن هذه الدراسات والنقود، إذ غطت شتى فنون ذلك الأدب، كادت تخلو، إلا ما جاء ضمنياً، من الالتفات إلى رواية الفتيان بوصفها فناً له خصوصية وبعضُ استقلالٍ فنيّ، بالرغم من وجود كم كان يستحق مثل هذا الاهتمام مما يجعل هذا النوع من الكتابة بحاجة إلى الالتفات النقدي والدراسي والبحثي الخاص. وما نقصده برواية الفتيان والفتيات هي تلك المتوجهة إلى الفتيان والفتيات، وتحديداً الفئة العمرية الممتدة بين سنتي 12 و18، وقد تمتد لتشمل بعض الفئة العمرية الأبكر التي تُسمى بمرحلة البطولة، والفئة العمرية الأخيرة التي قد تُسمى الناشئة وإلى حد ما صغار الراشدين. نتيجةً واستجابةً لهذا ولدوافع ذاتية ومسوّغات موضوعية عديدة أخرى، تأتي هذه الدراسة لتولي رواية الفتيان، وضمناً رواية الأطفال، اهتماماً خاصاً وتناولاً ينطلق من رصد خصوصيته وخصائصه الفنية والموضوعية العامة نظرياً، مع تناول المتحقق عربياً في العراق بوصفه النموذج التطبيقي، وتحديداً في العقدين الأخيرين من القرن العشرين.
يقع الكتاب في 400 صفحة من القطع الكبير.