قمة هانوي بين ترامب وكيم اتسمت بالصراحة والوضوح لكنها لم تحقق شيئا

حواراتها تناولت تدمير أسلحة كوريا الشمالية

متابعة ـ الصباح الجديد:

تضاربت تصريحات مسؤولين اميركيين وكوريين شماليين في شأن اسباب فشل القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي الاربعاء والخميس الماضي، فيما أعلنت مجموعة مجهولة إقامة حكومة كورية شمالية في المنفى.
وذكر ترامب امس الاول الجمعة أن محادثاته مع كيم في هانوي كانت «موضوعية»، وزاد: «نعرف ماذا يريدون ويعرفون ماذا يجب أن نحصل عليه».
وكان الرئيس الأميركي قال بعد قطع القمة: «كان الأمر كله يتعلّق بالعقوبات. أراد (الكوريون الشماليون) رفع كل العقوبات ونحن لا يمكننا فعل ذلك. أفضّل إنجاز الأمور بالشكل الصحيح، بدل التسرّع». وشدد على «علاقة مقرّبة» تجمعه بكيم، قائلاً: «هناك دفء بيننا أعتقد بأنه سيستمرّ، وآمل بذلك».
في مانيلا، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بيونغيانغ «طلبت في شكل أساسي إعفاءً كاملاً من العقوبات». وأضاف في اشارة الى الكوريين الشماليين: «كانوا صريحين جداً في ما يتعلّق بما هم مستعدون لفعله في (منشأة) يونغبيون، ولكن لم يكن هناك وضوح تام في شأن النطاق الكامل لما هم مستعدون لتقديمه». واستدرك: «نتطلّع الى العودة إلى الطاولة لمواصلة حوار يؤدي في النهاية إلى سلام واستقرار وحياة أفضل للشعب الكوري الشمالي، ولكوريا شمالية أقل تهديداً ومنزوعة السلاح النووي».
وذكر مسؤول أميركي بارز أن «المعضلة التي واجهناها مع كوريا الشمالية هي عدم استعدادها لفرض تجميد كامل على برامجها لأسلحة الدمار الشامل»، مضيفاً: «لذلك أن تُمنح إعفاءً من العقوبات يعود عليها ببلايين الدولارات، يضعنا في موقع دعم تطوير كوريا الشمالية لتلك الأسلحة».
وتابع ان بيونغيانغ لم تتعهد سوى بإغلاق «جزء من مجمّع يونغبيون»، وزاد أن ترامب حضّ كيم على «المضيّ للنهاية» للتوصل إلى اتفاق، لافتاً الى أن واشنطن كانت مستعدة لفعل ذلك. وأضاف: «يجب وضع الأسلحة» على طاولة المفاوضات. واستدرك أن العملية مستمرة و»الفرص التي أمامنا مشجعة»، وتابع: «لا تزال هناك فرصة كبيرة للتحاور» مع الدولة الستالينية.
لكن وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو قال إن بلاده قدّمت «اقتراحاً واقعياً» ولم تطلب سوى رفع «جزئي» للعقوبات «التي تتصل بمصادر معيشة الناس، لا تلك العسكرية». وأضاف في مؤتمر صحافي نادر عند منتصف الليل في هانوي: «اذا رفعت الولايات المتحدة جزئياً العقوبات التي تعرقل الاقتصاد المدني ووسائل عيش شعبنا، سنفكّك في شكل دائم وتام منشآت الانتاج النووي في يونغبيون، في حضور خبراء أميركيين. هذه أضخم خطوة لنزع السلاح النووي يمكننا اتخاذها، استناداً إلى المستوى الراهن من الثقة بين البلدين».
وقالت تشوي سون هوي، مساعدة ري، إن لديها انطباعاً بأن كيم «ربما يفقد رغبته في إبرام اتفاق» بعد الموقف الأميركي، وزدات: «هذا أمر لم نطرحه سابقاً».
وعلى رغم هذا التضارب في التصريحات، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن كيم وترامب أجريا «مشاورات صريحة وبنّاءة». واستدركت أن العلاقات بين بيونغيانغ وواشنطن «طبعها انعدام ثقة وعداء» طيلة عقود، لافتة الى «صعوبات لا مفرّ منها» في طريق إقامة علاقة من نوع جديد.
ووصفت قمة هانوي بأنها «ناجحة»، موضحة أن كيم تعهد عقد لقاء آخر مع ترامب. وتابعت انهما «اتفقا على مواصلة مشاوراتهما المثمرة حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي وتعزيز العلاقات الأميركية – الكورية الشمالية».
الى ذلك، واجه ترامب انتقادات في الولايات المتحدة لقوله إنه «يصدّق» ما ذكره كيم من أن لا علاقة له بوفاة الطالب الأميركي أوتو وارمبير الذي احتجزته كوريا الشمالية وأُعيد إلى الولايات المتحدة في حال غيبوبة عام 2017، حيث توفي.
أما الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن فاعتبر أن المحادثات الأميركية – الكورية الشمالية حققت «تقدماً مهماً» مع بناء ترامب وكيم «مزيداً من الثقة» و»التفاهم المتبادل». وأضاف: «تتواصل حكومتي عن كثب مع الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وتتعاون معهما من أجل دعم محادثاتهما للتوصل إلى تسوية كاملة بأي وسيلة».
الى ذلك، أعلنت مجموعة تُطلق على نفسها «شيوليما للدفاع المدني»، إقامة حكومة كورية شمالية في المنفى باسم «جوسيون حرة»، هدفها القضاء على نظام كيم، وعرضت مساعدة الكوريين الشماليين الذين يحاولون الفرار من بلدهم.
و»شيوليما» أو «شوليما» هو اسم الحصان المجنّح الذي يشكل أحد رموز كوريا الشمالية. وظهر اسم المجموعة للمرة الأولى عام 2017، عندما وضعت على الانترنت تسجيلاً مصوّراً لكيم هان سول، تؤكد فيه أنها تضمن سلامته بعدما اغتيل والده كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لكيم جونغ أون، في كوالالمبور في السنة ذاتها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة