مكتبة الإسكندرية تحتفي بالمفكر والناقد العراقي ياسين النصير

لما يزل للمثقف العراقي في البلدان العربية حضوره المبهر في محافلها الثقافية، وكان احتفاء مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بمصر بالناقد العراقي ياسين النصير أنموذجا ناصعا لذاك البريق، فقد حضر جمع غفير من الأدباء والنقاد المصريين والعرب في قاعة المؤتمرات بالمكتبة مساء ٥/٢/٢٠١٩ ندوة فكرية كرست للاحتفاء بمشروع النصير النقدي حول أطروحة المكان في السرد.
أدار الندوة الأديب المصري منير عتيبة المسؤول عن مختبر السرديات، وشاركه المنصة إلى جانب الأستاذ النصير الناقد المصري الأستاذ أحمد إبراهيم وأنا.
قدمت أنا في بداية الندوة محاولة لإجابة السؤال عن كيفية وصول النصير لهذا الاهتمام الكبير بالمكان الذي كرس له زهاء أربعين عاما من عمره، فتتبعت أعماله الأولى، مشيرا إلى صراع الإيديولوجي والجمالي في تلك البدايات وكيف استطاع التوفيق بينهما متخذا من الفينومينولوجيا وسيلة للربط.
ثم تحدث النصير عن مشروعه ما يقرب من ساعة من غير أن يشعر الحضور بالملل، وانصب حديثه عن رؤيته في أن المكان عنصر أولي في السرد وهو الذي يفرض حركة الشخصيات وسلوكها ويوجه الأحداث، ثم عالج إشكالية الفضاء والمكان حيث رأى أن الفضاء عام والمكان خاص، فالفضاء يحيط بالمكان ويحتويه، وضرب لذلك أمثلة كثيرة، ثم أفاض في عرض الجهاز الاصطلاحي الذي بناه للتعامل مع المكان وتصنيفاته من حيز وموقع وموضع وغيرها.
بعد ذلك قدم الأستاذ أحمد إبراهيم دراسة مطولة عرض فيها تحليلا مقارنا لكتب النصير في مقابل ما كتب عن الموضوع نفسه في أوربا وأمريكا، وأقام قراءته على فكرة قدرة ياسين النصير على الجمع بين الإيديولوجي والجمالي.
ثم فتح مدير الجلسة باب الحوار بين الحضور والأستاذ النصير ليمتد لما يقرب من ساعة عرضت فيه أفكار وتساؤلات كثيرة مع اتفاق المتحدثين على الثناء على جهد الناقد وإخلاصه لمشروعه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة