فلم أنا يوسف يا أمي

كاظم السلوم

ضمن عروضها العديدة على صالة السينما والمسرح، عرضت دائرة السينما والمسرح الفلم الروائي الطويل»انا يوسف يا أمي» للمخرج محمد الفرطوسي، الفلم انتاج مشترك بين العراق، الكويت، إيران، بطولة الفنانة العراقية زهرة الربيعي، والممثل عباس غزال٠
الحكاية
الفلم ماخوذ عن قصة واقعية تتحدث عن اخفاء ام لابنها لفترة ٢١عاما من العام ١٩٨٢ولغاية العام ٢٠٠٣ والتغيير الكبير الحاصل في نيسان منه، حيث يخرج يوسف بطل الفلم من مخبأه وتداعيات هذا الخروج المتأخر وفي ظرف الفوضى التي عمت البلاد ومازال أثرها ماثل للان٠
الاشتغال
الفلم هو الروائي الطويل الاول للمخرج محمد الفرطوسي، ويبدو ان الحكاية الاصل التي اثارت ردود افعال عديدة، بعد اطلاع الناس عليها، وحجم الخوف والرعب السائد في تلك الفترة قد اغوت الجهات المنتجة لتحويلها الى فلم سينمائي طويل، لكن هل نجحت في ذلك، هل نجح الفرطوسي في إخراج نص بصري يمكن ان يجسد حجم معاناة بطله يوسف، وكذلك حجم معاناة الاخرين معه، هل أبتعد ونأى بفلمه عن ادلجة الحكاية على حساب الحكاية الاصلية، هل تعرف على ابطال الحكاية وموقع اختباء يوسف، هل عرف ما دار في الشارع العراقي اثناء فترة السقوط وما تلاه، وان كان هو بعيدا عن موقع الحدث كونه من الاحواز في ايران؟
يبدإ الفلم بمشهد لقارب في عرض البحر فيه مجموعة مهاجرين، وهو إشارة اولية الى ما تلا ذلك التغيير من احداث، هذا القارب نشاهده في منتصف الفلم فارغ الا من امرأة تلطم صدرها، ونشاهده في خاتمة الفلم مليئا بالمهاجرين٠
كل احداث الفلم تدور في داخل بيت كبير يبدو لمسؤول كبير، ام يوسف تعمل فيه وتخبي ابنها تحت ارضية مطبخه، المسؤول مرتبك بسبب تسارع الأحداث وقرب سقوط النظام، لا فعل او ردة فعل لام يوسف ولا لابنها، وثمة فتاة يبدو انها كانت على علاقة بيوسف تزور البيت بين فترة واخرى ناقلة ما تسمعه من أخبار الى امه٠
حصر الاحداث داخل البيت فقط ابطأ ايقاع الفلم كثيرا، فبدت الشخصيات بلا رد فعل او تفاعل مع الاحداث المتسارعة، لم يستطع المخرج من تحريك ممثليه، حركة الام بطيئة ورتيبة، ازاء تسارع الاحداث خارج البيت، وازاء قلقها على ابنها المختبىءفي جحر تضع كرسيها عليه، لم نشاهد تفاصيل مخبأ يوسف وما موجود فيه، فبدا كحفرة أقرب منها الى مخبأ يمكن العيش فيه ل٢١ عاما، في حين شاهد الكثيرون تفاصيل المكان الحقيقي، بعد ان غطته وسائل الإعلام العديدة بعد انهيار النظام٠
المرات القليلة التي خرج فيها يوسف من مخبأه، لمعرفة ما يجري لم تتوفر على لهفة وقلق يفترض ان يبدو عليه، وهو المختبىء منذ عقدين٠
التوفر على معلومة تاريخية تزيد من مصداقية الفلم، زيارة أحد الاشخاص الى البيت وفشله في الحصول على أسطوانة غاز للأم، وحديثه عن قطع أذنه، وهو الإجراء العنيف والمخزي الذي اتخذ بحق الهاربين من الخدمة العسكرية، هذا الإجراء او القرار، لم يتخذ في عقد الثمانينات، بل بعدها، وهو ما يفترض الانتباه اليه، خصوصا وان يوسف مختبئ منذ العام ١٩٨٢.
ولا أدرى ما تفسير مشهد غسل الام لابنها في حديقة الدار وفي طشت، وهم في بيت كبير يتوفر حتى على مسبح، مع كونه مختبىء، ويفترض ان يكون في داخل البيت على الاقل٠
اعتقد انه كان بالامكان أفضل مما كان بكثير خصوصا وان هناك الكثير من الافلام التي تناولت مثل هكذا حكايات والتي تسمى بافلام الازمات.
محمد الفرطوسي هو مخرج وكاتب الفلم، واعتقد كان يفترض به ان يستعين بكاتب دراما عراقي، على اطلاع ومعرفة بتفاصيل ما جرى، فاهل مكة ادرى بشعابها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة