لرخص تكاليف الإنتاج ووفرة الأيدي العاملة وخصوبة التربة
بغداد ـ الصباح الجديد:
قدمت وزارة الزراعة عرضاً استثمارياً في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية لدولة قطر، ما يفضي إلى فتح باب تعاون جديد بين الجانبين في هذا المجال.
يأتي ذلك بالتزامن مع استعدادات بغداد لإطلاق خطة استثمارية واسعة في مجال الزراعة، وتتضمن طرح نحو 20 مليون دونم زراعي للاستثمار في مناطق شمال العراق وغربه، تطمح بغداد من خلالها إلى توفير فرص العمل وتنشيط السوق المحلية في تلك المناطق.
وقال بيان لوزارة الزراعة إن «وزير الزراعة صالح الحسني استقبل القائم بالأعمال لدولة قطر في بغداد حسين علي الفضالة، لبحث آفاق التعاون الثنائي الزراعي بين البلدين وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمار في المجال النباتي والحيواني».
وبحث الجانبان، وفقاً للبيان، التعاون الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتعزيز العلاقات العلمية والبحثية التي تربط البلدين في مختلف مجالات القطاع الزراعي من خلال الاستثمار والتعاون التقني، إذ تم التأكيد على أهمية القطاع الخاص والمستثمرين بتطوير النشاط الزراعي وتفعيل دورهم في خدمة هذا القطاع وإقامة المشاريع الزراعية، خصوصاً في المجال النباتي الحيواني».
وأكد وزير الزراعة العراقي على «توسيع العلاقات المتبادلة في المجال المصرفي والاستثماري»، مؤكداً أن «أرض العراق خصبة للاستثمار الزراعي».
ونقل البيان عن القائم بالأعمال القطري حسين علي الفضالة، رغبته في توسيع العلاقات وتبادل الخبرات وتعزيز دور القطاع الخاص للاستثمار وزيادة التعاون الزراعي المشترك بين البلدين.
وتتميز الأراضي العراقية بارتفاع معدل إنتاج الدونم الواحد الزراعي إلى الضعفين مقارنة بالدول المجاورة، بسبب خصوبة التربة والمياه.
إلا أن الانهيار الأمني الذي شهدته البلاد عقب أحداث عام 2003 وتوقف الحكومات المتعاقبة عن دعم القطاع الزراعي وظهور مشكلة التصحر وارتفاع ملوحة الأراضي وغلاء الأسمدة ومنافسة المستورد أدت الى تراجع القطاع الزراعي بشكل تفوق نسبته 60% وفقاً للتقارير المحلية.
وقال الخبير الاقتصادي العراقي محمد سعيد العبيدي، إن العراق يحاول في الوقت الحالي تنشيط الاستثمار في قطاع الزراعة كونه الحل الأمثل لتجاوز فترة السبات الحالية التي يعانيها القطاع.
وأضاف «قطاع الزراعة ما زال سالماً، فالأراضي الخصبة متوفرة والماء موجود واليد العاملة متوفرة، والطقس يتيح تنويع الإنتاج، لذا فإن فرص الاستثمار فيه عالية. كما أن رخص تكاليف الإنتاج التي تقل عن السودان على سبيل المثال بالضعف وعن الأردن بستة أضعاف تجعل من العراق مكاناً مميزاً للاستثمار في القطاع الزراعي».
وبيّن أن «الفترة التي سبقت احتلال «داعش» لمدن شمال وغرب العراق شهدت توجهاً استثمارياً من دول خليجية في تلك المناطق، لكنها توقفت بعد المشكلات الأمنية، ويمكن اليوم تنشيط ذلك. وبالنسبة للقطريين فإن الطريق عبر البصرة سالكة، وأقصر مما هي عليه بالنسبة لدول أخرى».