الــ… حيث يذهبون

علي لفته سعيد

الصامتون
ذاهبون الى الأنهار
يصطادون نوافذ من موج
وينزعون ملابس القصيدة
لعلّهم يغسلون إثم الأسماء
أو يدفعون زوارقهم لتعبر المجرى الضيّق بالهواء
*
المتّهمون
ذاهبون الى الظلّ
أو راجعون الى الصمت
لا شيء سوى سبيل
يوم لا ينفع حرفٌ أو صوت
حيث لا تكون السماء لأحدٍ يشبههم
ربما
يصطادون ابتسامةً يرتدي الوجع بعض دفئه
أو يصطادون سلامًا يُطعمون الورد فراشات من قصائد
**
الهائمون
ذاهبون بلا أصدقاء
لا خسارة للأحلام
ولا ضوء لمساءٍ لا تخلّده النجوم
لذا عليهم
ألّا يكونوا في الأسفل
ويمنحون المتاجرين بالأغاني
فرصةً البكاء
أو يطهّرون ألسنتهم بالموت
أو يوقفون عقارب الساعة باتجاه مآربهم
**
الصادقون
ذاهبون الى التيه
يحملون الحظّ ويكتنزون الكثير من العشق
يمدّون الأيادي الى الريح
لعلها تحمل عطر العنبر
وينشغلون بالتلويح الى الحمام
لا يدركون أنهم وحدهم بلا طريق
سوى الصدى
**
الراحلون
ذاهبون الى السماء
لا يحملون حقائبهم
ذهبوا عراةً الى السماء
إلّا من رصاصةٍ أو جرحٍ أو وهمٍ أو صراخ
يوزّعون احتجاهم على المآذن
ويزرعون عناقيدهم شواهد للمكوث

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة