المرأة أكبر منزلة في الماضي

أحلام يوسف
منذ عقود من الزمن والناشطون في مجال حقوق المرأة ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالقضايا التي تخص المرأة، يبحثون عن سبل تحريرها من القيود الاجتماعية والموروثة، وكيفية حصولها على حقوقها.
واليوم غالبا ما تجرى مقارنة بوضع المرأة بين بلداننا وبلدان الغرب وغالبا ما ترجح كفة الغرب من حيث القوانين الوضعية والاجتماعية التي تمنح المرأة حقوقا ما زلنا نحن بقوانيننا الوضعية والاجتماعية نحبو للوصول اليها، لكن ومع قراءة كتب التاريخ نجد اننا اول بلدان العالم اهتماما بشؤون المرأة، وبجميع الحضارات التي مرت على بلاد الرافدين.
يقول الباحث الآثاري عامر عبد الرزاق: في بداية الحضارة العراقية اول ما عبد العراق القديم الام، ولهذا سميت بعض الالهة باسم الام، وتظهر هذه في الدمى والمنحوتات الاثارية التي وجدت من بعثات التنقيب في المدن العراقية التي وجدت فيها تلك الحضارات سواء الاشورية او الأكدية، وكلها تدل على ان اول معبود كان، الام، فهي التي تنجب وتمنح الحياة ان صح التعبير لأجيال جديدة فعدوها واهبة للحياة.
وتابع: نأتي الى العائلة العراقية في العصور البالية والأكدية، فنجد ان الشخص الذي يدير الأموال في العائلة، الام، لا توجد امرأة في ذاك الوقت لا تعمل، او يمكن ان يعيب عليها أحد ذلك، لها حريتها الخاصة.
قد نكون اليوم نعيش تلك الحالة بشكل معين، فمع صعوبة الحصول على وظيفة، هناك نساء كثر يعملن بأكثر من مجال، وغالبا ما تكون هي المسؤولة عن إدارة شؤون المنزل ماديا.
وقال عبد الرزاق: نجد ان قوانين اورنمو او عشتار وغيرها من القوانين التي وجدت شرائعها على المنحوتات والرقم، اعطت قيمة ومكانة عالية للمرأة. كانت حالة الطلاق ممنوعة الا لسبب قاهر، ولا يستطيع أي رجل ان يتزوج زوجة أخرى، وان كانت بها علة يمكن ان يتزوج ثانية، لكن تبقى المكانة والهيبة للزوجة الأولى، وفي قوانين اورنمو يخص المرأة الحامل باجر ونصف الاجر، لكونها تحمل فردا يتمثل بالجنين.
اين نحن من تلك القوانين الإنسانية، التي تعنى بالمرأة وتجعلها تعتز بأمومتها، وتطمئن على مستقبلها ومستقبل أبنائها.
يقول عبد الرزاق: اول ذِكر، لأول ملكة في تاريخ البشرية، كان في العراق، وهي الملكة كوبابا. و اخنجوانا حفيدة سرجون الأكدي، اول امرأة شاعرة في الكرة الأرضية، وكان لها مكانة خاصة وهيبة حتى انها كانت تبعث لحل النزاعات والدول وتجيد لغات عدة.
بعد كل تلك المعلومات، علينا ان نعي بان العراق بالفعل شعلة يمكن ان يستنير به العالم اجمع ومن باب أولى ان نستنير بتعاليم اجدادنا لنتعلم كيفية التعامل مع المرأة بالصورة الصحيحة، خاصة وان ديننا الحنيف أكمل تلك الرسائل بآيات أعطت المرأة مكانة عالية في المجتمع، لكن يبدو ان الأعراف الاجتماعية في بلداننا هي السائدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة