اين الطيبات من الخبائث؟

-1-
سماح الإسلام بالملكية الخاصة ، لا يعني السماح بالاستحواذ على الأموال باية طريقة، فالمال المستحوذ عليه من طريق محرّم يعبّر عنه بالسُحْت..!!
-2-
ولقد ابتدع المبتدعون مبدأً يقول :
(الحلالُ ما حَلَّ بالكفّ)
ومن هنا اصبح المال الواصل اليهم ولو عن طريق الاختلاس والنهب حلالاً ..!!
-3-
ويبدو ان اصحاب ” العمولات”، وقراصنة الفساد في العراق الجديد، وجدوا في هذه المقولة الزائفة، والتي ما انزل الله بها من سلطان، ضالتهم، فهم يصلون ويستحوذون على المال العام بكل الطرق والوسائل، غير مبالين وغير مكترثين بالفقه وأحكام الاسلام .
وهنا تكمن المصيبة .
-4-
وفي نظرائهم واشباههم قال الشاعر:

يحجون بألمال الذي يجمعونَهُ
حراماً الى البيتِ العتيقِ المحرّمِ
ويزعم كلٌّ منهم أنَّ وِزْرَهُ
يُحطّ ولكنْ فَوْقَهُ في جهنمِ
الوِزْر : الذَنْب
وقال ابو الشمقمق :
اذا حجبتَ بمالٍ أصله دَنِسٌ
فما حججتَ ولكنْ حجّت العِيرُ
ما يقبل الله الاّ كُلَّ طيّبَةٍ
ما كلُّ مَنْ حجَّ بيتَ الله مبرورُ
وما الحجّ بالمال الحرام الا مثال واحد مِنْ أمثلةٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، يُنفق فيها المستحلون للمال الحرام ما يجمعونه طبقا لما اعتادوا عليه من عمليات القرصنة …
والعِير : الجمال التي كانوا يركبونها متجهين الى الديار المقدسة يوم كانت هي وسيلة النقل المعروفة
كان هذا قبل ان تظهر السيّارات والطيارات
-5-
والسؤال الآن :
لماذا التعامي عن (الطيبات) واختيار (الخبائث) ؟!
وهما مصطلحان قرآنيّان صريحان في وجوب الانفاق من الطيّبات ولا يحتاج تفسير الطيّبات الى مزيد من الكلام .
فالطيّب من المال هو البعيد عن الشبهة والشوائب .
فأموال السرقة للمال العام من الخبائث يقيناً ، ذلك انّالسارق للمال لا يُعد بمجرد السرقة في نظر الشرع مالكاً لما سرق ، هذا فضلاً عن انّ السرقة واخواتها تعتبر من الخبائث اللعينة – كما هو معلوم –

-6-
ولا نريد حَصرَ الخبائث بالاموال التي سيطر عليها قراصنة الفساد والافساد في العراق الجديد ذلك أنّ (الدرهم الحلال) –على حد تعبير القول المأثور – ليس سهلَ المنالِ مع شيوع عمليات الغش والخداع والاحتيال في مجمل التعاملات بين الناس …
ومن هنا قيل :
{ التاجر فاجر مالم يَتَفَقَهْ}
ذلك أنّ التفقه في الدين هو المانع من الارتطام بالربا وسواه من المحرمات .
-7-
ومن نافلة القول التأكيد على أنَّ العفاف والكفاف لم يعد يرضى بهما معظم الناس –للاسف الشديد-
وأين العفاف والكفاف من اللاهثين وراء تحصيل المال بالخيانة والانحراف وبقلة الورع والإنصاف …؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة