الموسيقى العراقية تحتفي بسيدة المقام العراقي فريدة محمد علي

سمير خليل
بحضور السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الامير الحمداني، وفي حفل غنائي بهيج، احتفت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار بسيدة المقام العراقي فريدة محمد علي وفاءا واستذكارا لمنجزها الغنائي المتميز.
افتتحت فقرات الحفل بفيلم وثائقي عن المحتفى بها، من انتاج دائرة الفنون الموسيقية، كما تضمن منهاج الحفل وصلات غنائية والوان من المقام العراقي للفنانة فريدة، ومطربين اخرين، وافتتحت بانشودة (لبيك ياعراق) من كلمات سيف الدين، والحان محمد حسين كمر، بصوت الفنانة فريدة. وتبعته باغان تراثية ومقامات عراقية اطربت الجمهور الذي تفاعل معها كثيرا.
استمتع الجمهور ايضا بعزف موسيقى اغنية (على شواطي دجلة) وهي من عيون التراث الغنائي العراقي، من الحان الراحل صالح الكويتي، على آلة الكلارنيت للمايسترو علي خصاف، الذي قاد الفرقة الموسيقية. وكانت هناك فقرة لفرقة نيتا النسائية بمصاحبة المطربة اديبة، إضافة لوصلات غنائية للمطربين حسين جبار، ونمير ناظم، وغادة واصف، وعمار العربي، وفرقة الانشاد العراقية.
الفنانة فريدة قالت انها سعيدة جدا بهذا الحفل: حقيقة لم اتوقع كل هذه الحفاوة، وهذا الفيض من المحبة، هذا الجمهور الراقي المتنوع بين الادب والفن والاعلام، حفاوة تجعلني أفكر بترك مكان اقامتي في هولندا والعودة الى العراق، واتمنى ان اكون قد وفقت في اسعاد هذا الجمع الطيب بما قدمته من اغان ومقامات.
وعن مشاريعها المقبلة ذكرت: في شهر آذار المقبل لدي حفلات اتجول فيها بالمدن الهولندية بمناسبة يوم المرأة العالمي. كذلك لدي اغنية بعنوان (غربة) من كلمات الشاعر ماجد عودة، والحان الفنان الكبير علي سرحان، وهي تتحدث عن الغربة التي يعيشها العراقيون، وستقوم الفضائية العراقية مشكورة بتسجيلها وانتاجها.
في نهاية حديثها شكرت الفنانة فريدة الجمهور ودائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وخلال الحفل كانت لنا فرصة طيبة بلقاء المايسترو عبد الرزاق العزاوي الذي تحدث عن الحفل وهموم الموسيقى العراقية: انا مع اي نشاط نوعي مثمر، يعطي دفعا للأمام، وينعش الموسيقى خصوصا، والفن بنحو عام، واي نشاط ارتجالي ودون المستوى المطلوب فانه يكون مضرا بالواقع الموسيقي. بالتأكيد افرحنا هذا الحفل لتكريم فنانة عراقية معروفة.
وتابع: واقع الموسيقى العراقية ليس بخير اليوم مع الأسف، تبعا للظروف التي مررنا بها، لكننا متفائلون بخطط الوزارة والبداية الجيدة للسيد وزير الثقافة والسياحة والآثار، وواجب علينا جميعا ان ندعم هذه الخطوات من اجل الارتقاء بالموسيقى العراقية التي تحتاج الكثير، وكل هذا مرتبط بدعم الدولة للثقافة والفنون وجميع مجالات الابداع.
جدير بالذكر ان الفنانة فريدة محمد علي تميزت بانها درست المقام العراقي أكاديميا من خلال دراستها في معهد الدراسات النغمية الذي اصبحت فيما بعد معيدة لمادة المقام العراقي فيه. وتأثرت بمدرسة رائد المقام العراقي محمد القبانجي، لذلك حملت على عاتقها لواء المقام العراقي، واحترفت غناءه وطافت بصوتها لتقيم حفلات في شتى دول ومدن العالم.
شكلت فرقة فنية بمصاحبة زوجها الملحن وعازف الجوزة الفنان محمد حسين كمر، الذي وضع لها الحانا لعدد من اغانيها المعروفة نذكر منها أغنية (أحلى عتاب) للشاعر الغنائي نزار جواد، وأغنية (عليش تغيب عني) للشاعر محمد المحاويلي، وقصيدة (حبيب الأمس) للشاعر اسعد الغريري.
استطاع الزوجان ان يؤسسا مع مجموعة من العازفين والأكاديميين العراقيين المغتربين، وبدعم من المؤسسات الفنية والثقافية الهولندية (مؤسسة المقام العراقي في هولندا) وتقوم هذه المؤسسة بتوثيق ونشر وتعليم الموسيقى العراقية المتمثلة بالمقام العراقي في أوروبا والعالم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة