-1-
قال الشاعر :
وأنت جميلٌ تُحبُّ الجمال
فكيف عبادُكَ لا يعشقون ؟
ان أعظم ألوان العشق هو :
العشق الالهي ،
ومعه يعيش الانسان في ظلال نعمة المحبةِ والاتصال الدائمبرب العزةِ خالق الجمال في النفس ..
وفي التكوين .
وفي التشريع ..
وملاحم العشق الإلهي التي عاشها النبي المصطفى وآلهالهداة الميامين صلوات الله وسلامه عليهم والابرار من اولياءالله معروفة مشهورة
وأما سلطانُ الجمال فانه سلطان أخّاذ آسرٌ ، يأخذ بمجاميعالقلوب، وله تاثيراته ومفاعليه التي لا تُنكَر .
ومن هنا تجد أنَّ مَنْ تملك من النساء الجمال العالي تشمخبانفها، غير مُباليةٍ بشيء، مستندة الى أنَّ جمالها هو الكنزالثمين الذي يضمن لها كل ما تريد ..!!
-2-
وقد دارت محاورة مهمة بين امراتين كان ( معاوية بن يزيد) استمع اليهما، وكان لها أثرها الكبير في اعتزاله السلطة والابتعاد عنها .
هذه المحاورة هي التي سبّبتْ خلعَ (معاوية بن يزيد) لنفسه، كما ذَكَرَ ذلك الشيخ احمد بن فهد الحلي رحمه الله .
والسؤال الان :
ما دار بين الفتاتيَنْ ؟
والتي كانت احدهما بارعةَ الجمال ، وضيئةً للغاية ، فقالتلها الفتاة الاخرى :
لقد جَعلكِ جمالكِ تتكبرين تكبر السلاطين ،
فاجابتها ضاحكة :
وايُّ سلطان أفضلُ مِنْ سلطانِ الحُسن والجمال ؟
بل انّ واقع السلطنة فيهما، فالجمال هو الحاكم على جميعالملوك والسلاطين ، وجميعهم واقعون في أسْرِهِ
قالت لها الاخرى :
ما الذي في السلطنة من حُسْنٍ وخير ؟
انّ السلطان إمّا أنْ يقف نفسه لرعاية حقوق السلطنة فينالحمد الرعاية واقبالها عليه ،
وهو في هذه الحال لن يفوز بلذة أو راحة ،
فعيشُه منغصٌ على الدوام .
وإمّا أنْ يجري وراء شهواتِه ويختار ملذاتِه فيُضيّع حقوقَالسلطنة والرعية ،
وسلطان كهذا مكانه في النار ،
واذاً فليس في مقدور السلطان أنْ يجمع راحةَ دنياه وآخراه .
وهكذا أدرك (معاوية بن يزيد) انه بين حالين :
إمّا أنْ يوظف السلطة لصالح الخدمة العامة وهذا ماسَيَجهِدُهُ ويُتْعِبهُ …
وإمّا أنْ يوظفها لصالح ذاتهِ وملذاتِه فيبوء بسخط اللهويستوجب أليمَ عقابهِ
مضافا الى أنّ مُؤدِبَهُ ( عمر بن مقصوص) كان قد غذّاه علىحُبّ أمير المؤمنين (ع) واهل البيت، وبغض أسلافه الامويين، الذين اغتصبوا الخلافة وعاثوا فساداً في البلاد والعباد .
والمهم اأنَّ حقيقة السلطة يتجاهلها عن عمد عامةالسلطويين الذين يريدون ان يكون الناس خدّاما لهم ، بَدَلَان يكونوا خدّاما للناس .
هذه هي النقطة المركزية التي تجعلك قادرا على التمييز بينالأمين والخائن ، وبين الأصيل والدخيل، وبين المخلصوالانتهازي
وللأسف الشديد فان معظم السلطويين في العراق الجديدأرادوا المواطنين خّداما لهم بَدَلَ أنْ يكونوا هم في خدمة المواطنين .
نعم
لقد خدموا أنفسهم، وخدموا ابناءهم واصهارهم وأقرباءهموأنصارهم، ونسوا أنْ يخدموا
سلطان الجمال..!!
التعليقات مغلقة