العواد يصنع القيثارة السومرية ويعزف عليها

وداد ابراهيم
يعد الفنان، والعازف والصانع عمر محمد فاضل العواد، امتدادا لوالده صانع العود (فاضل العواد)، في العزف وإدارة المعمل الذي تتم فيه صنع آلة العود. وقد اخذت العائلة كنيتها من هذه الآلة.
أنتج المعمل الآلة الافضل، والابهى صناعة، وشكلا في العراق، والشرق الاوسط، والذي داعبته انامل كبار الملحنين، والعازفين في مصر، وسوريا، وتركيا، وفي دول أخرى.
للعود سحره، وجماله، ولعود فاضل العواد خصوصية في الصنع، الا ان عمر محمد لم يكن مجرد عازف، او صانع، او حتى مالك لما ترك له والده من تفرد وشهرة كبيرة في هذا المجال. لقد كسر هذا الطوق، واقترب من اهم الالات الموسيقية في تاريخ حضارة وادي الرافدين، القيثارة السومرية، ودخل عالمها الساحر، ليصنع، ويعزف، ويجتهد، ويستمع الى ذبذبات اوتارها بكل شجن مستعينا بما يمتلك من خبرة، وثقافة موسيقية، وعشـق للنغـم.
أحتضنها عازفا، وملهما، ومعلما لها، ووجد انها الاكثر اناقة، ورقة، فحملها الى دائرة التراث والاثار ليكون عازفا في القاعة الاشورية، حين تكون هناك اصبوحات، وتتناثر في ارجاء القاعة ابيات الشعر لتعلو أنغام هذه الآلة الساحرة.
العواد قال لصباح الجديد:
– حققت عائلتي نجاحا كبيرا في صناعة العود، منذ الثلاثينيات من القرن الماضي الى الان، اذ عرف عود العواد في الكثير من الدول العربية، والاوروبية، وقد عزف عليه كبار الملحنين منهم فريد الاطرش، ومحمد عبد الوهاب، وعوض دوخي، وغيرهم من كبار الفنانين.
وتابع: فكرت ان اطور مهنة صناعة الالات الموسيقية والعبور الى صناعة آلة اخرى، أكثر اهمية لدى العراقيين، على ان احافظ على صناعة العود كحرفة تراثية لها اصالتها منذ عهد الموسيقي زرياب الى الان، لذا فكرت ان ادخل عالما آخر، عالم القيثارة السومرية، كنت اريد ان أعلن للعالم بأن ابن وادي الرافدين كان يستمع الى أجمل الأنغام عبر هذه الآلة، وقبل أكثر من 2450.
وأضاف: بعد ان درست كل البحوث التي تناولت صناعة القيثارة السومرية، والتي اكتشفها العالم الآثاري البريطاني(وولي)، في الموقع الاثري الشهير الزقورة في مدينة الناصرية عام 1929 قمت بصناعتها على وفق ما وصفت، وعلى وفق القياسات التي جاءت في البحوث، والدراسات عن الالات الموسيقية في العهد السومري.
وقال: عملت قيثارة بالحجم الحقيقي، وكما صنعت في العهد السومري، وهو 63سم وليس كما معروف بالحجم الكبير، وتتكون من 11 وترا، وما عملته، أني طورتها من دون ان اغير في تصميمها الاصلي، والذي يتضمن وجود رأس ثور في مقدمتها، وقمت بأعطاء دروس في تعلم العزف على القيثارة، علما ان لدينا اكاديمية لتعليم الفن الموسيقي، سواء البيانو، او العود، او القانون.
اما عن العزف على هذه الآلة فقال: شاركت بمهرجانات موسيقية في العديد من دول العالم مثل دبي ومسقط ولبنان ودول أخرى، وقدمت معزوفات تراثية على هذه الآلة، فوجدت الاعجاب، والترحيب بما قدمت من معزوفات على هذه الآلة الجميلة التاريخية، وكنت أقدم تعريف بسيطا لها قبل كل مشاركة، وعن عمرها التاريخي وكل ما يخصها.
اما عن مشروعه في التواصل مع صناعتها فقال: عمل هذه الالة ليس سهلا، فهو يحتاج الى دعم من مؤسسات فنية كبيرة، تعنى بالموسيقى، والفن، وتكون حكومية لتكون متداولة بين ايدي الهواة، والعازفين، لان صناعتها صعبة، وفيها تفاصيل كثيرة لتكون بمستوى ما كانت عليه قبل آلاف السنين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة