للنساء دورهُن الرائد

-1-
النساء شقائق الرجال ،
وهن يشكلن نصف المجتمع، ويقفن مع الرجال جنبا الى جنب في قضايا الأمة الخطيرة ويتفوقن على الرجال وعياً واختياراً في بعض الأحايين .
-2-
والسؤال الآن :
هل من شاهد على تفوقهن على الرجال ؟
والجواب :
ان موقف النساء هو الذي أبطل أطروحة تنصيب (عمر بن سعد ) قاتل الحسين (ع) أميراً على الناس في العراق، بعد مصرع (يزيد بن معاوية) عام 64 هجرية
-3-
حين وصل خبر هلاك يزيد بن معاوية الى البصرة ، كان (عبيد الله بن زياد) أميراً على البصرة فجمع الناس وخطب فيهم ثم قال :
” اختاروا اميراً عليكم وبايعوهُ ، أميراً يجاهد عدوكم ،
وينصف مظلومكم ،
ويقسم بينكم أموالكم ”
أرأيت كيف راهن هذا العتّل الزنيم على السُذَجِ والمغفلين –وما أكثرهم في المجتمع – وتحدث بلغة معسولة لاصطياد رضاهم به ؟
وبالفعل فقد أثّر كلامَهُ في تلك الشريحة ، فقال جماعة من البصريين :
لا نرى غيرك جديراً بهذا ، فكن أميرنا حتى يختار الناسُخليفةً لهم .
بهذه السرعة انطلت عليهم الخديعة ،
ونسوا او تناسوا هوية ابن زياد الدموية، وجرائمه الفظيعة،ودوره المسعور في محاربة سيد الشهداء الامام الحسين (ع)،وما أعقب فاجعة الطف من مواقف وأعمال تبرء منها الانسانية .
وليست الاكثرية دليلاً على رجحان الاختيار في كل الأحوال – كما هو معلوم –
وهنا استغل ابن زياد هذه المبادرة البصرية فكتب الى عامله على الكوفة (عمرو بن حريث) :
” ان ادعُ الناس في الكوفة الى طاعتي،
فلما دعاهم الى بيعة ابن زياد ، قام يزيد بن رزيم الشيباني وقال :
لا حاجة لنا بامارة بني أمية وابن مرجانة ،
ولن تكون البيعة سوى لأهل الحجاز ، وقد مال البعض الى بيعة (عمر بن زياد ) لكنّ نساء همدان ،
ونساء كهلان ،
ونساء ربيعة ،
ونساء نخع
رحن يصحن ويبكين في المسجد الجامع وَيْندبن الحسين (ع) ويقلن :
ألم يكف عمر بن سعد قتله سيد الشهداء (عليه السلام) حتى يأتي ويتأمر علينا ؟!
وكان هذا الموقف النسائي الأصيل، الدال على درجة عالية من الوعي والتشخيص الصحيح لما يجب ان يكون عليه الاختيار للولاة ، السبب في انهاء الامر والعدول عن اختيار عمر بن سعد للولاية .
وهذا موقف تاريخي للنساء يُكتبُ بماء من ذهب ،ولولاه لوقعت بالأمة كارثة جديدة .
-3-
ولا يصح على الاطلاق الاستهانة بدور المرآة خصوصاً في القرارات المصيرية للأمة .
-4-
ورغم اننا في القرن الحادي والعشرين الميلادي والذي يفترض فيه أنْ يكون المنسوب الحضاري والثقافي عالياً –الا اننا مازلنا نعيش تغليب الصفة الذكورية على المجتمع ، وهذا ما يستتبع اعطاء دور هامشي للمرأة ، هذا اذا لم يصادر دورها بالكامل ..
قد تخلو الكابينة الوزارية من أمرأة واحدة ..!!
وقد يجتمع رجال السياسة ولا تحضر معهم امرأة واحدة !!
-5-
اننا لا نُعنى بمطلق الحضور للمرأة ، وانما المهم ألا يغيب الحضور النوعي ، القادر على الإثراء ، والدافع نحو اتخاذ القرارات السليمة في شؤون البلاد والعباد .
حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة