الكذب يولده الخوف

أحلام يوسف
الكذب، تزييف حقيقة ما، تقود اليه أسباب عدة، أحيانا الخوف من اثارة مشكلة، وأحيانا أخرى يكون الغرض من التزييف خبث سببه معاداة لطرف معين، وفي بعض الأوقات تكون الغاية من الكذب اصلاح ذات البين.
كلنا في وقت ما، اجبرنا ظرف ما على الكذب، وغالبا ما كان بسبب الخوف من اثارة مشكلة مع أحد قريب، او الخوف من عقوبة اوتأنيب يمكن ان نتعرض اليه ان بحنا بالحقيقة. لكن من منا يجرؤ على الإعلان عن تلك الصفة؟ او الإعلان عن حالات الكذب التي مارسها بحياته؟
سالنا أشخاصا من اعمار ووظائف متباينة، متى كانت آخر مرة اضطروا فيها الى الكذب؟
عودة البهادلي أستاذ لغة انجليزية يقول: ” بصراحة انا يوميا اضطر الى الكذب لان زوجتي ووالدتي يعترضان على أي فعل أقوم به، حتى لو كان فعل خير، فسيكون الاعتراض بحجة ان البعض لا يستحق هذا الخير، لذا فلا يمكن ان أخبرهما بتحركاتي الحقيقية، ولا يمكن ان أخبرهما مع من اتحدث، وعن أي موضوع: ويضحك قبل ان يسترسل ” انتظر ابنتي ان تكبر لتكون ثالث امرأة تعيش مع كذبي”.
هناك العديد من النساء والرجال أيضا، يجهلون طريقة التعامل الصحيحة مع الشريك او الأبن، لذا فأحيانا حتى الحرص يترجموه بطريقة خاطئة، تصل الى الاخر قيدا وتضييقا، انتصار علي صاحبة احدى المكتبات في بغداد تقول: آخر كذبة كانت على والدتي، لأني زرت بيت عمتي التي اختلفت معها قبل سنتين تقريبا، واجبرتني في وقت ما ان اقطع علاقتي معها، فجاملتها وبالفعل امتنعت عن لقائها لمدة اشهر، لكني فيما بعد زرتها وتفهمت المشكلة، وعاودت تواصلي معها، واقوم بزيارتها بين مدة ومدة أخرى، وطوال هذا الوقت أحاول ان اصلح ذات البين بينهما.
اصلاح ذات البين، أحد أسباب الكذب، وهنا فالكذب ليس محرما، لان الغاية دائما هي الأهم، يقول حسنين ياسين: اخر مرة كذبت فيها كانت على صديقين لي، بالفعل كان السبب او الغاية اصلاح ذات البين. علاقتنا قديمة، منذ ان كنا في المرحلة الابتدائية، لكن دخل بعض المنافقين بين صديقين لي، وتسبب بخلاف بينهما. تدخلت بالفعل واضطررت الى الكذب، واستطعت ان أصلح بينهما والحمد لله، “ضاحكا” أتمنى ان لا يقرأوا كلامي هذا.
هل قلنا ان الكذب من اجل اصلاح ذات البين ليس محرما؟..نعم ولكن أنى لنا ان نطلق مثل هذي الاحكام، ولسنا اهل دراية؟..هل ثمة في هذا كذبة؟..من يدري؟….اذن الكذب كذب، والرائع من لا يعممه ويجعله وسيلة دائمة للتخلص من أشياء ومواقف.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة