ربان السفن المُنهكة

حسين نهابة

كيف لامرأة أن تغزوني بهذة البساطة؟
كيف لها أن تعيد ترتيب كريات دمي
بحسب ألوان مِزاجها؟
كيف لكِ أن تفتحي وتغلقي مساماتي بحسب
طقوس أنوثتك؟
كيف تفردّتِ بمدّ فراش عطرك المسائي
عند هيكلي الغارق في صلواته؟
من قال لكِ أني ربان السفن المنهكة
وإنكِ مرفئي المنشود؟
من قال لك أن شفتيَّ لهما ذاكرة فلاح
فهبطتِ عليهما كمطرِ صيفي؟
من علمك هذا البيان كي ترمي بسحر كلماتك
في غار اعتكافي
وتعلقيني، نبياً يتلمس أبجدية أنوثتك
بتنسكِ راهب وحيد؟
أنتِ أيتها الهابطة عليّ من فراديس العشب
والسنابل
والمستوية على صدري، بيدر قمح
هل تتوقعين بأن أنساكِ يوماً؟
هل تظنين بأن رجلاً مطعوناً بعينيك، مثلي
قادرا على نسيانكِ؟
عيناك آخر مَطافي
وما قبلهما هباء
وما بعدهما خواء
وما بينهما حياتي
فيهما بدايتي
ومنهما نهايتي،
ومابين يديكِ أتأرجح أنا،
طفل نسي الزمان فطامه
فظل متعلّقاً بكِ كسوار.
حبيبتي التي ليست لي
مُذ رحيلكِ
وأنا أنتظر شمس النهار
فلا تأتي،
مُذ رحيلكِ
وأنا ألثغ بإسمكِ كالصغار
أشم عطر ثوبك مثلهم تماماً
كي أستطيع ان أنام،
ومثلهم أحلم بكِ
أما تأتين لي وفي سلتكِ
رغيف حب، ودزينة أقمار؟
أيتها البعيدة إلاّ عن قلبي
ليس في جعبة العمرلاّ نهار
ادخرته لعيدك
فعودي
ولا تبخلي بذاك النهار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة