منذ طفولتي احببت جمال الخط ورقيه فغرت في أعماقه

الخطاطة الموصلية المغتربة جنة عدنان:
حاورها سمير خليل:

من مدينة الحدباء، ام الربيعين حيث ولدت وترعرعت، وبرغم غربتها وبعدها عنها، مازالت هذه المدينة عنوان حنينها، حالها حال الوطن الام.
حباها الله موهبة الخط العربي، أدرك والدها إمكانيتها وهي بعمر أربع سنوات فقام بتشجيعها ورعايتها. بدأت بكتابة الخط العربي بشكل علمي عند الخامسة من عمرها، وتتلمذت حينها على يد الخطاط العراقي المعروف يوسف ذنون في مدينة الموصل.
انتقلت لدراسة فن الخط العربي لتصل مرحلة الاختصاص بإشراف أكبر أساتذة الخط العربي، أمير الخط العربي حامد الآمدي في تركيا، وعميد الخط العربي سيد ابراهيم في مصر، فحصلت على إجازتين بالخط العربي، وهي في العاشرة من عمرها، فكانت أصغر خطاطة مجازة في العالم.
شاركت بالعديد من المعارض والمسابقات منذ كانت في السادسة من عمرها وكان الفوز بالمركز الأول من نصيبها دائما.
جنة عدنان الموصلي اليوم خطاطة عالمية تعيش في نيوزيلندا، لها القدرة على الكتابة بكلتي يديها في آن واحد وبالكفاءة نفسها.
تخصصت في خط الطغراء والثلث وجلي الثلث.
نالت لقب أصغر خطاطة عالمية وهي في العاشرة من عمرها ولها اعمال كثيرة في الامارات العربية المتحدة ونيوزلندا.

*ما الذي شد جنة عدنان الى هذا الفن؟
– شدني جماله وعظمته ورقيه وصعوبته، وصار نوعا من التحدي، منذ طفولتي احببت الجمال، وقررت ان اغور في اعماق هذا العالم لأجد ذاتي هناك.

* انت تعيشين في بيئة تختلف عن بيئتنا العربية، كيف يتذوق الناس في نيوزلندا ما تسطرين من حروف؟
– نعم، هي بيئة تختلف جملة وتفصيلا عن ذوقنا العربي وتعلقنا بالحروف العربية كجمال الخط، وأذكر ان لدي اصدقاء نيوزلنديين معجبين بمهارتي في تجويد الخط، لكن حيطانهم تخلو من لوحات تشبه تلك التي تزين حيطان بيتي، فغالبا نرى انهم يعلقون لوحات رسم، لان الخط الانجليزي لا يعد فنا يمكن ان يعلق على الجدران، في حين ان الخط العربي له هيبته ورهبته على الجدران.

* اي انواع الخطوط الاقرب الى ذائقتك وتجدين نفسك فيه؟
-اجد نفسي في خط جلي الثلث، اصعب انواع الخطوط، واكثرها جمالا، وكذلك الطغراء، انا اجد نفسي وذاتي ومتعتي وراحتي النفسية في هذا الخط، برغم انه عمل مرهق، ويحتاج الى صبر كبير، وحالما وجدت نفسي جزء منه صار يدخل حتى في حمض الـ”DNA”. نعم الى هذه الدرجة.

*هل لنا ان نتعرف على اهم اعمالك؟
– اهم وأضخم أعمالي الخطية كان نابعا من أثر غربتي وحنيني لبلدي وتمسكي بعروبيتي، بدأت به عام 2014 مشروع فريد من نوعه، “مشروع خرائط الوطن العربي”، حيث قمت بعمل مخطوطات لآيات قرآنية على شكل خرائط الدول العربية كافّة، ولوحة أخرى لخارطة الوطن العربي الكبير، هذا فضلا عن لوحات فنية أخرى لأماكن تاريخية و دينية في العراق كملوية سامراء، و منارة الحدباء في الموصل، وبعد ان انتهيت من هذا المشروع، حصلت على اجازة ثالثة في الخط العربي من استاذي الاول الموصلي يوسف ذنون حفظه الله سنة 2015 وهي اجازة تقدير عليا.
وعلى ضوء هذا، دعيت الى دولة الامارات العربية المتحدة في كانون الاول من عام 2016 لإقامة معرض شخصي لمشروع (مشروع خرائط الوطن العربي) بمناسبة المهرجان الدولي للفنون الاسلامية الذي اقيم في مدينة الشارقة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة