اتبع قلبك.. تنجو

في فيلم ساعي البريد يطرق الباب مرتين لجاك نيكلسون وجيسيكا لانغ، يتحدث المؤلف عن رسائل القدر او الإشارات التي يبعثها الرب بأكثر من وسيلة، ولا تلفت انتباهنا في حينها، لكن لو توقفنا قليلا لنستذكر الاحداث وتفاصيلها، سنكتشف ان القدر قد أرسل الينا إشارات عدة لمنعنا من التوجه الى مكان ما، او ربما لقطع علاقتنا مع أحدهم، وغيرها الكثير من الاحداث والمصادفات.
في الفيلم، ساعي البريد “أي القدر” يطرق الباب مرتين، لكن في حياتنا الشخصية أحيانا يطرقه مرات عدة، وقد يكون لذلك حكمة ما لا ندركها نحن الأشخاص العاديون، ربما لان الرب راض عنا ولا يريد بنا الاذى.
هناك من يفسر الحياة على الأرض على انها مصادفة بحتة، وبالضد البعض يجد ان لكل شيء في هذا الكون مسارا محددا، بغض النظر عن حجم وعمق الفكرة، او الحالة، او الموقف، وقد يكون للإشارات دور بإتمام بعض الاحداث، او العكس.
البعض مؤمن بفرضية ان مسيرة حياة الانسان بأكملها محددة منذ لحظة ولادته، وان هناك سيناريو معد من القدر، أو من قوى ربانية، وتلك الفكرة تدخل في خانة التساؤلات بشأن ما ان كان الانسان مخيرا ام مسيرا، فان كان مسيرا ستنتفي حالة الثواب والعقاب، وان كان مخيرا فما هو دور القدر في حياته. وما فائدة الرسال الربانية ان كانت حياته مرسومة له مسبقا؟
بالسياق نفسه وفي حياتنا الاجتماعية نجد ان هناك عددا من الزيجات كان يمكن لها ان تنتهي من قبل ان تبدأ لو اننا فطنا الى بعض الرسائل التي تخبرنا بطريقة ما، أن هذا الشريك لا يناسبنا، لكن هنا تدخل العادات والأعراف المجتمعية بصلب الموضوع، اذ يمكن ان نشعر بذلك، لكننا نخاف الاجهار به، ونتمم الارتباط وارواحنا تملؤها الخشية والتوجس مما يمكن ان يكون، كوننا نعيش وسط مجتمع لا يتقبل فكرة فسخ خطبة، او عقد زواج بسهولة، ولا يمكننا ان نقنع أحدا، بأن السبب برغبتنا بالانفصال، رسالة من القدر تحذرنا من المضي بتلك الخطوة، فقد ينعتنا احدهم بالجنون.
نعم ثمة في الحياة ما يسمى مصادفة، لكني أرى المصادفة وان كانت حقيقة فهي القدر، الذي يرسم لنا دورا نلعبه في الحياة، فنلتقي بهذا، ونفترق مع ذاك، نتعثر ونكبو وننهض وقد نتعكز من اجل النهوض من جديد، البعض يجد ان الايمان بسيناريو القدر شيء مرعب، لأنه يعني ان لات حين مناص مما قد يصيبنا، في حين يجد به اخرون راحة واسترخاء، لأنه سيستسلم الى الدور الذي كتب عليه ان يؤديه، ويكتفي بالدعوات بان ينتهي دور بطولة، نهاية سعيدة، كما هو الحال في اغلب الأفلام.
رسائل القدر يمكن ان تكون المنقذ ببعض المواقف، فاتبع قلبك حينما يخبرك بطريقة ما، أنك على صواب او خطأ، فان وضعت ثقتك به، لن يخونك، وسيكون دليلك المخلص وانت تسير في عتمة المجهول الى المستقبل، ويبقى هذا الرأي وذاك صواب يحتمل الخطأ او خطأ يحتمل الصواب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة