“عناوين” ..منتدى جديد للفن والفكر وجمع الرّواد بالشباب

سمير خليل
في خطوة لنشر وتعميق الوعي الفني والفكري والجمالي، افتتح في بغداد معهد وملتقى (عناوين) الذي شهد احتفالية افتتاحه وسط حضور فني وثقافي واعلامي.
تضمنت الاحتفالية معرضا تشكيليا لمجموعة من الشباب، وتحدث الينا الفنان بارع العزاوي مؤسس ومدير المعهد قائلا: بداخلي شعور باننا لم نقدم شيئا لمدينتنا الحبيبة بغداد، وشغل تفكيري منذ سنين ان أقدم شيئا لها، وفي جلسة لبعض الاصدقاء الذين هاجر بعضهم وفضل مغادرة العراق. قررت ان أجسد تمسكي ببغداد ورفض الهجرة بمبادرة ثقافية فنية بافتتاح هذا المعهد او الملتقى، وحين انتشر الخبر تلقيت عروضا للدعم والمساعدة من مؤسسات وسياسيين، لكني قررت المبادرة بجهودي الشخصية معتمدا ان المشروع ليس ربحيا، هناك مردود مادي قليل من الكافتيريا او الغاليري، سيكون من اجل ديمومة المكان.
وأضاف: المنتدى يضم مكتبة متنوعة مع غاليري لعرض الاعمال الفنية، ومعهدا للتدريب والتطوير الفني والإعلامي، هدفه اقامة دورات لتدريب الشباب، ليستثمرها طريقا لحياته العملية، المنتدى يعد ملتقى للرواد والشباب، وسنحتضن مناسبات وامسيات غنائية موسيقية، سنستعين في عملنا هذا بذوي الاختصاصات الفنية السادة الفنانين هادي النجار رئيس جمعية المصورين العراقيين، والتشكيلي ثامر السامرائي، والموسيقي زيدون حسين.
ضم المعرض التشكيلي (23) عملا فنيا لثمانية فنانين شباب هم: اسعد الصغير، وستار درويش، وصباح حمد، ومحمد مسير، ووضاح مهدي، ومحمد القاسم، ويسرى العبادي، وتحسين الزيدي. اللوحات المعروضة استوحت موضوعاتها من رحم الواقع الذي نعيشه، لكنها اختلفت في الاسلوب والطرح.
الفنان اسعد الصغير احد المشاركين والذي افترش عمله ارضية المعرض قال: فكرة عملي تحاكي الجداريات الاثرية التي تكتشف في اثناء التنقيبات الآثارية. برأيي، موضوع تهديم الآثار في العراق يثير الضحك، لان هذه الأرض، ارض الحضارات تنجب الكثير من المبدعين الذين يمكنهم ابتكار آثار مفعمة بالجمال، الجمال مستمر في هذه الأرض.
وتابع: انا بطبعي لا أؤمن بإقامة معرض شخصي منفرد، بل انا مع المعارض الجمـــاعـية، وعندمـا وجـه صـــديــقي وزميـلــي الفنان بارع العزاوي الدعوة للمشاركة في هذا المعرض، كنت سعيدا لأنني ساجد مساحة اعرض فيها عملي. ما يميز الفن التشكيلي في العراق انه فن ديناميكي، والتشكيلي العراقي مبدع ومنتج لكنه يفتقد للممكنات.
زميله الفنان محمد القاسم الذي شارك بخمسة اعمال في هذا المعرض قال: شاركت بأعمال تعبيرية. اجساد بشرية متلاصقة تذوب مع بعضها البعض. كل جسد هو انسان، كل حركة جسدية، مأخوذة من جسد آخر، تواصل الاجساد بحركتها، الحركة تشابه الكلمة. احيانا الانسان يتواصل بحركة جسدية معينة تختزل صفحات وجملا كاملة، بهذا التداخل، اجسادنا ليست ملكنا.
وأضاف: في البيئة الاجتماعية حركات الانسان الجسدية متشابهة، من خلال حركات متعددة، فيمكن ان نركن اللغة ونتواصل بالجسد، أعظم لغة، الجسد لا يكذب، نحن الذين نكذب لان الكلمة المنطوقة تخضع للتأويل والتفسير والتخريب، باستطاعتنا ان نتواصل مع الشعوب الاخرى بلغة الجسد لأنها لغة عالمية “.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة