بوابة الاقتصاد

يعلق كثير من العراقيين الامال على قدرة السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للخروج بافكار جديدة في ملف الاقتصاد من اجل الدفع بمزيد من الحيوية والنشاط في مفاصل الدولة واعادة الحياة الى عجلة الاقتصاد كي تدور وتخلق فرصا جديدة تمكن البلاد من تجاوز مشكلات اقتصادية ومالية كثيرة واستنادا الى رؤى وافكار سابقة دأب السيد عبد المهدي على عرضها واشبعها بحثا ونقاشا في محافل محلية وعربية وعالمية فان المعطيات تقول ان المرحلة التي يراس فيها عبد المهدي رئاسة الوزراء هي مرحلة اعادة بناء الاقتصاد فالتحديات الامنية المتمثلة بالخطر الارهابي الكبير الذي تمثل باحتلال عصابات داعش لاجزاء كبيرة من الاراضي العراقية تراجع الى حد كبير والتحديات السياسية المتمثلة بالصراع الفئوي والحزبي وصل الى مستوى الاستقرار والقبول والرضا بين مكونات العملية السياسية فيما تشتد في العراق الازمة الاقتصادية ويجري البحث عن حلول مقنعة تستطيع الاحاطة بكل اتجاهات هذا الملف واستيعاب حاجات العراق لتجاوز التحديات الكبيرة التي يواجهها في مجال الخدمات واذا نظرنا الى حيثيات ملف الاقتصاد في العراق فاننا سنرى ترابطا واسعا بين الاقتصاد المحلي واقتصاديات الدول المجاورة وتشكل العقوبات الاميركية التي فرضتها ادارة ترامب على ايران وتريد توسيعها اقليميا ودوليا فان المشكلة ستتعمق اكثر في الداخل العراقي خاصة فيما يتعلق بالمعاملات المالية والتجارية مع هذا البلد الجار ومالم تكن للسيد عبد المهدي قدرة على ادارة هذا الملف بشكل يتيح للعراق العودة الى الاقتصاد المحلي وتفعيل مجالات الاستثمار في الصناعات المحلية والتجارة الداخلية واعادة الحياة الى النشاط الزراعي الذي اهمل على مدى السنوات الماضية فان مشكلات مثل البطالة ستتسع والاعتماد على الاستيراد الخارجي ستتعاظم والقلق من انخفاض اسعار النفط سيبقى هاجسا دائما يسيطر على كل الخطط المرسومة لتأمين حاجات العراق وسينعكس بالسلب على كل الموازنات العامة ومحاولات تخفيض الدين العام وتخفيف الاعتماد على القروض الدولية ويجمع المراقبون على ان بوابة الاقتصاد ستكون المحك الرئيسي لقدرة العراق على الخروج من مرحلة الشلل واستعادة دوره الحيوي في منطقة الشرق الاوسط مثلما ستكون الاختبار الحقيقي لقدرات السيد رئيس الوزراء في تحويل افكاره ونظرياته التي عرضها في وسائل الاعلام الى واقع عملي يجني منه الشعب العراقي المكاسب والفوائد.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة