الإيمان ينقذك من الحزن

أحلام يوسف
كلنا تمر علينا حالات حزن. فينا من يوغل بها ويعزز الحالة بذكريات مؤلمة وأفكار سلبية، ومنا من يسعى الى الخروج من تلك الحالة بأكثر من وسيلة، منها البحث عن صديق ذي طاقة إيجابية إزاء كل الاحداث والمواقف ليساعدنا على تخطي الحالة.
والحزن من المشاعر الست الأساسية التي أقرّها العالم النفساني بول إيكمان وهي: السعادة والحزن والغضب والدهشة والخوف والاشمئزاز، وغالبا ما يتولد داخل الانسان بسبب فراق او خيبة او خوف أحيانا.
تقول منار مشني الباحثة بعلم النفس: الحزن مشاعر يمكن لها ان تكون خطيرة، لأنها يمكن ان تتطور وتؤثر على عضو داخل الجسم، كأن يكون القلب، او المجرى التنفسي، وبالتالي يمتد التأثير الى الرئة، ويصاحبه أحيانا الإحساس بالوهن والتعب الجسدي والذي يؤدي الى الخمول، وهنا يجب ان يتدخل أحد ما، او ان الشخص بنفسه ينتبه ويحرص على ان يخرج من دائرة الحزن تلك والا تتحول الى حالة كآبة.
هناك بعض الشخصيات تكون حالة الحزن قريبة منهم دائما وتحيط بهم فيما يسمى بالطاقة السلبية، لذا فلابد أولا ان يعترف من يمتلك طاقة سلبية بهذا الأمر، فأولى خطوات العلاج هي الاعتراف بالمرض، واولى خطوات الحل الاعتراف بالمشكلة، لذا فالاعتراف ضرورة في مثل تلك الحالات.
كي نتخلص من طاقة الحزن السلبية علينا ان نتبع عدة خطوات، هذا ما اوضحه حسن الجبوري الباحث بعلم الاجتماع اذ قال: عندما نجلس مع أنفسنا، او نجالس أحدا يعاني من حالة الحزن، يجب التركيز على المسببات، او ربما يكون سببا واحدا، وهذا امر يسير التخلص منه. وعلينا قبل كل هذا ان نستوعب ان الحياة كمنظومة عيش ليست سهلة، ولا يمكن ان نتوقع ان نحصل فيها على كل شيء، لذا فمبدأ أني افعل كل ما يجب عليّ فعله، وتقبل النتائج فيما بعد، مبدأ ضروري جدا خاصة لمن يمتلكون طاقة سلبية اغلب الوقت.
وتابع: هناك أمور نحزن بسببها ونستطيع تغييرها، كأن نحزن لشعورنا بالندم لتسببنا بأذية أحد، فهنا يمكن بكل بساطة التوجه نحو هذا الشخص والاعتذار منه وتبيان الأسباب التي أدت بهما الى هذا الموقف، وهذا ينطبق على العديد من المواقف والحالات. هناك حزن يأتي لأسباب نعجز عن تغييرها، كحالة فقدان عزيز، فلابد عندها ان نعرف ان بعض المواقف، يكون الإيمان اشد التأثير بها، فان نؤمن باننا جميعا فانون، ولكل أجل مسمى لا يتقدم ولا يتأخر، ان نؤمن بأن القدر كتب علينا ان نلتقي بهذا الشخص، ونمر معا بتلك المواقف التي سببت لنا الحزن، يساعد كثيرا على تخطي الحالة.
الايمان بالقدر، والاتكال على الرب امر لا يقدر عليه أي كان، بغض النظر عن شدة او ضعف ايمان الشخص، فهي احدى الحالات التي تأتي بالترويض، والنظر الى الأمور من زوايا معينة، وان نركز دائما وبكل موقف على الجانب الإيجابي المحتمل به، والذي قد لا يكون جليا، لكن قد تكون تلك هي الحكمة الإلهية. ابعدنا الله واياكم عن الهم والحزن، والبسنا ثوب الرضا والفرح.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة