مستهدفة الاستثمار والتطوير التقني
الصباح الجديد ـ وكالات:
أعلنت السعودية بنائها مشروع المفاعل النووي الذي يعد من ضمن «سبعة مشروعات ستراتيجية في مجالات الطاقة المتجددة والذرية وتحلية المياه والطب الجيني وصناعة الطائرات»، وذلك خلال زيارة قام بها محمد بن سلمان إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
ولم تقدم الوكالة تفاصيل عن موعد البدء ببناء المفاعل المخصص للأبحاث والتنمية والتعليم أو كلفته. وتعتمد السعودية حاليًا على النفط والغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها المتنامية في مجال الطاقة وتحلية المياه.
وتخطط السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، لبناء 16 مفاعلًا نوويًا في السنوات العشرين المقبلة، بكلفة تبلغ 80 مليار دولار، بالرغم من المخاوف التي تحيط بالانتشار النووي في الشرق الأوسط. وكان بن سلمان أعلن في آذار الماضي أن فيما إذا قامت إيران بتطوير سلاح نووي، فإن الرياض ستحذو حذوها.
وقارن في مقابلة مع قناة «سي بي أس» الأميركية بين المرشد الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي وهتلر، وقال إن لخامنئي «مشروعه الخاص في الشرق الأوسط».
ولدى الرياض تحفظات كبيرة تجاه اتفاق عام 2015 النووي مع إيران، الذي يهدف إلى كبح طموحات طهران النووية، وهي أشادت بإعلان الرئيس الأميركي في أيار انسحاب بلاده من الاتفاق. يتزامن الإعلان عن مشروع المفاعل السعودي الإثنين مع تعهد الولايات المتحدة بأن تكون «متشددة» في مواجهة إيران بعد دخول عقوباتها الجديدة التي فرضتها على طهران حيز التنفيذ.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية، اشتملت المشروعات التي وضع ولي العهد حجر أساسها، على ثلاثة مشروعات كبرى، من بينها أول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات.
ودشّن الأمير محمد المختبر المركزي للجينوم البشري السعودي، الذي يوثق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، ويستهدف الكشف عن الطفرات الجينية المسببة للأمراض الوراثية.
ودشّن محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في الخفجي، تبلغ طاقتها 60000 متر مكعب يوميًا، وخطين لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية، ومختبرًا لفحص موثوقية الألواح الشمسية، في العيينة، حاصل على متطلبات شهادة الآيزو 9001، وشهادات الهيئة الكهروفنية الدولية (IEC) المتعلقة بمطابقة المنتج للمعايير العالمية.
كما أطلق الأمير محمد حاضنات ومسرعات برنامج (بادر) في كل من الدمام والقصيم والمدينة المنورة وأبها، وهو البرنامج الذي يرأس حاليًا الشبكة العربية لحاضنات تقنية المعلومات والاتصالات، والمدن التقنية بالمنطقة العربية التابعة للأمم المتحدة.
ومن بين المشروعات التي وضع حجر أساسها، ذكرت «واس» محطة لتحلية المياه المالحة في مدينة ينبع، تعمل بالطاقة الشمسية، وتبلغ طاقتها 5200 متر مكعب يوميًا، وتعد أول نموذج تطبيقي صناعي يستخدم في تقنية تحلية المياه بالامتصاص، كما اشتملت المشروعات على وضع حجر أساس مفاعل منخفض الطاقة للبحوث النووية، والذي يعد أول مفاعل بحوث نووية في المملكة، كما وضع حجر أساس مركز لتطوير هياكل الطائرات، يقع في مطار الملك خالد الدولي.
وكان ولي العهد السعودي، قد شاهد، عند وصوله إلى مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عرضًا يوضح إستراتيجيات وأهداف المدينة، التي تستهدف الاستثمار والتطوير في البحوث، من خلال تنسيق أوجه النشاط الوطني للعلوم والتقنية والابتكار، والسياسات والستراتيجيات لبحث وتطوير الابتكار، وتوفير أوجه الدعم للبحث العلمي والتطوير التقني في المملكة، إضافة إلى دعم الابتكار، وتعزيز التعاون والشراكات المحلية والإقليمية والدولية لنقل التقنية وتوطينها.
بعد العرض، تفقد الأمير محمد أبرز تطورات مشروعات الطيران والرادار، التابعة للمركز الوطني لتقنية الطيران، ثم انتقل إلى مركز الابتكار للصناعة 4، ووقف على آخر المنجزات فيه، وتحديدًا ما يتعلق بالمصنع الذكي، الذي يحوي عددًا من أقسام الإنتاج والتصنيع المتقدمة، وأقسام الواقع الافتراضي، وأمن المعلومات، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، ودمج الأنظمة، والمحاكاة، والأتمتة والروبوتات، والتعامل مع البيانات الضخمة.
كما إطلع الأمير محمد بن سلمان على مشروعات الأقمار الصناعية منها قمرا الاستطلاع «سعودي سات 5أ» و»سعودي سات 5ب»، والتي تعد الجيل الثاني الأعلى دقة لأقمار الاستشعار عن بعد السعودية، كما استمع إلى شرح عن الموجة الوطنية الآمنة لأنظمة الاتصالات التكتيكية، والمقسم الوطني للإنترنت، والشبكة فائقة السرعة للقطاع الأكاديمي والصناعي والصحي، ومشروعات المواد المتقدمة، ومعمل إنتاج الألياف الكربونية، ومواد نانونية من مادة الألمنيوم (MOF-303) القادرة على امتصاص المياه من الجو في درجة رطوبة منخفضة مما يجعلها مناسبة في المناطق الجافة التي تقل فيها موارد المياه ، ومشروعات التقنية الحيوية، ومشروعات الطاقة والمياه.