النحات العراقي هيثم حسن: حلمي أن أصنع لمن أحبه، تمثالاً يضيء الكون

أحلام يوسف
ان تترجم انفعالاتك بكلمات اعتيادية شيء بديهي، وان وظفت الكلمات بأشكال وصور لتصوغ بها قصيدة فانت بذا تتحدث عن شاعر، اما اذا كانت ترجمة الانفعالات الى مجسمات ثلاثية الابعاد، بمنحوتات تحكي قصة عاشق لها، فانت هنا تتحدث عن النحات العراقي هيثم حسن.
هيثم حسن عضو نقابة الفنانين العراقيين، وجمعية التشكيليين العراقيين، وعضو الرابطة الدولية للفنون التشكيلية، وعضو مؤسس لجماعة بغداد.
درس الرسم والنحت والخزف، لكنه وجد في النحت والطين، الوسيلة الاقرب الى نفسه، وشعر ان شوط ابداعه سيبدأ من التخصص بفن النحت. تحدث في بداية لقائه معنا عن بداياته مع عالم النحت، وما شده اليه من دون الفنون الأخرى، وأيضا عن اول منحوتة شكلها فقال ان اول منحوتة كانت جسد امرأة،
من مادة “البرونز”، الذي يفضله على بقية المعادن التي تستعمل بفن النحت.
وعما إذا كان استعان بموديل لتشكيل منحوتته الأولى، ام ان الخيال ما ساعده على اتمامه، ذكر حسن:
-اعتمدت على الخيال، ومنها توسع البحث بخارطة جسد المرأة، ومعرفة تفاصيله، لاستخراج طاقته الإبداعية.
يقول الفنان حسن: ما زلت باحثا جادا ومجتهدا بالجسد الإنساني، وتلاحظين ذلك من خلال اعمالي. وللمرأة مكانها المهم بمجمل اعمالي، فهي ملهمة افكاري وإشكالي النحتية.
وعن نوع النحت الذي يفضل الاشتغال عليه، ان كان نحتا غائرا، او بارزا قال: كلاهما سهل، فمبدئي هو، ان كنت تحب شيئا ستبدع فيه وتجده سلسا كفكرة وعمل. لكن النحت البارز كان له النصيب الأكبر في اعمالي.
هل هناك حدود او قيود تضعها بالحسبان عند البدء بمنحوتة معينة، وهل هناك فرق بين الاعمال النحتية الأوروبية والشرقية خاصة فيما يتعلق بمنحوتات الالهة والشخصيات التاريخية؟
-ابداً، فانا أطلق عنان الحرية والعفوية من دون مطبات وحدود، ليس هناك ما يسمى نحت شرقي وآخر غربي، فليس للإبداع وطن وحدود. أينما يحضر الابداع فهذا هو وطنه. اشتغلت العديد من الاعمال عن الأساطير والميثولوجيا، ولكن لكل اسطورة اجواؤها. ثم تحدث عن معرضه الذي أقامه في تورونتو بكندا والذي كان عنوانه ميثولوجيا قائلا: في الأساطير حكمة ودروس يمكن اسقاطها على الواقع المعاش، مثلا عندي تمثال عرض في بغداد عنوانه “جالاتيا” وهو اسم لإحدى الاساطير اليونانية. “جالاتيا أجمل ملكه إغريقية، وتعد واحدة من أجمل نساء الأرض. والاسطورة حقيقية باستثناء جزء بسيط يتعلق بدور الآلهة، اذ تقول الأسطورة ان جالاتيا تحولت بعد مماتها الى آلهة، وكان الرومان يعدوها هي آلهة الجمال فينوس نفسها.
ما هو حلمك اليوم، وما هو عشقك الاكبر الذي تتمنى ان تضعه بعمل نحتي مقبل؟
-حلمي ان اصنع من كل ما احبه أعمالا نحتية. عشقي ان اصنع لمن احبه، تمثالا يضيء الكون، ويكون معياراً للجمال، وقيمة لمعنى العشق.
اقام النحات العراقي العالمي هيثم حسن عدة معارض شخصية نذكر منها: الأبدية المستعادة لقاعة عين عام 1993، وحوار الجسد – جاليري إبداع عام 1994، ومعرض حديقة البرونز على قاعة حوار عام 1998، ثم وفي عام 2004 اقام معرضا في عمان بدار الندى وكان “تحية الى إسماعيل فتاح”، وعلى القاعة نفسها اقام معرض “موديل” عام 2007، 1993 أجساد حالمة – مركز صدام للفنون – بغداد. إضافة الى معارض أخرى شخصية ومشتركة، أقيمت بأكثر من دولة عربية وأوروبية.
حصل على جوائز عدة من بينها: جائزة النحت الأولى في معرض الفن العراقي المعاصر عام 1986، وفي العام نفسه حصل على جائزة النحت الثانية في مهرجان الواسطي السادس. وفي عام 1987 حصل على شهادة دبلوم معرض هنغاريا العالمي السابع للمنحوتات الصغيرة، وأيضا ميدالية جواد سليم الذهبية. وفي عام 1992 حصل على جائزة الإبداع من نقابة الفنانين العراقيين، وأيضا الجائزة الذهبية للنحت في مهرجان بابل الدولي الخامس عام 1993 وجائزة الدولة التشجيعية للفنون – النحت – وزارة الثقافة عام 1997.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة