فؤاد العبودي
تعد العنونة مسألة مهمة جدا لأنها الباب الذي يفضي بالقارئ الى تفكيك شفرة النص وهو الامر الذي كان لا بد للكاتب الشاب ذو الفقار الموسوي ان يأخذه بعين الاعتبار لاسيما وان هذه الرواية هي روايته الاولى « صدرت في 2016 – دار الجواهري بغداد « ويقدم أيضاحا دالا للعنوان ، فقد بدا غريبا للوهلة الأولى.
أتوقع ان الكاتب استل هذا العنوان من خلال تخصصه الطبي ، فالكاتب طبيب وأن وكل من أطلع أو سيطلع على روايته سيفهم أو يعرف معنى «أنفريو ايغو « .
كتب ذوالفقار الموسوي روايته أعتمادا على بنية حكائية سردية مستلة من الواقع اليومي المعاش ، الا أن سرده الروائي لم يقع في المباشرة بعد أن حمل تلك التجربة نوعا من الأبداع في السرد حينما يكون قريبا من الذات دون حصول أي قطع في حبل التواصل.
نقل الروائي ذو الفقار أجواء عمل الأطباء بمشاهد لاتخلو من قيمة تأثير الخزين المباشر لمساحة من الذكريات قد تبدو عريضة وعميقة قياسا الى عمر الروائي الشاب متنقلا بين خلجات الأرواح وأنانية البعض وأصابة البعض الاخر بالغرور الذي يعطينا فيه ذو الفقار أشارة الى أن مفهوم الطب ورسالته تعلو على خصائص الأنانية ومرض حب الذات .. وهو بهذا لم يكن معلما بقدر ما كان كما في سرده شاهدا على وقائع سجلها بمحض رؤيته ما بين ريم وهيفاء.
وبالتأكيد لم يكن مفتشا عاما.. وأنما خرج من ضفاف الواقع بنص سردي روائي على عكس المذكرات التي كتبها عدد من الأطباء أمثال كمال السامرائي وطبيب التجميل الدكتور علاء بشير.
ذو الفقار هنا أستوعب كل مدارات حياته الجامعية مستعينا بما دونه من تفاصيل ضمن الفضاء الجامعي وحتى خارجه الذي صوره في أطار تكامل روايته.
ليس سهلا على روائي شاب يخوض اولى تجاربه في الكتابة وخارج أطار تخصصه العلمي نقل عوالم شخصية لنماذج أستطاع بفطنة تصوير ما تعتمل به نفسياتها من حب وكره وفي الجانب الاخر من علاقات مدببة تصوب روؤس رماحها الى من لاتحب الخير لها .. ومابين الدكتور حسام الذي يعيش عالما خاصا وبين ريم وسراب وهيفاء وبقية الشخصيات يمضي في دربه الروائي الذي أخطته لنفسه. أعود لأقول مجددا أن قدرة الروائي الشاب ذوالفقار الموسوي على الوصف قد عززت نظرة المتابع له بهذه الثورة الوصفية مما علقنا على امال من بلورة أمكانيته لما يجغله قادرا على تلمس دربه واضحا أذا ما كان مخلصا لخط التواصل ضمن أفكار جديدة تتخطى حواجز لغة أدب الواقع الى فضاءات اكثر أنطلاقا في الأسلوب.