بابل ـ نورس محمد:
كشفت مصادر أمنية في محافظة بابل عن قيام عناصر تنظيم داعش بتفجير جميع المدارس في ناحية جرف الصخر وتوابعها، فيما حذر مركز بابل لحقوق الانسان والتطوير المدني احد منظمات المجتمع المدني العاملة في المحافظة من مغبة الاوضاع النفسية والاجتماعية التي تواجه الطلاب النازحين من المحافظات التي سيطرت عليها المجموعات الارهابية .
وقال مصدر أمني في محافظة بابل فضل عدم الاشارة الى اسمه لـ ” الصباح الجديد ” أمس الاحد ان ” عناصر تنظيم داعش فجروا جميع المدارس في ناحية جرف الصخر وتوابعها بعد انساحبهم الى مناطق أخرى “.
واضاف ان ” تنظيم داعش كان يستخدم هذا المدارس مقرات له ينطلق منها لمهاجمة القوات الأمنية “.
من جانبه قال وجدي الملي مدير الابحاث في المركز في بيان ورد لـ ” الصباح الجديد” ان هنالك تواجه الطلبة النازحين ومنها اللغة خاصة للاطفال التركمان وبقية المكونات الأخرى من غير العرب والتغيير في المناخ الدراسي والمشاكل النفسية التي رافقت مسيرهم من مدنهم وقراهم الى المحافظات الاخرى، كلها قد تسبب ارباكا نفسيا واجتماعيا للاطفال مما يتطلب معاملة خاصة لهم ودورات وتوجيهات تتعلق بالارشاد والاسناد النفسي “.
واضاف الملي ان “المنظمات الدولية اعلنت ان اكثر من 500 الف طفل قد هجروا مما يلقي بالثقل على المدارس ووزارة التربية ومنظمات المجتمع المدني لدعم هولاء الاطفال وتقديم المشورة النفسية الخاصة بهم”.
الى ذلك قال الخبير الاجتماعي ثامر الجنابي لـ “الصباح الجديد ” أن “العمليات العسكرية عطلت جميع الدوائر الحكومية في تلك المناطق ومنها المدارس التي لم تعد سوى أنقاض بسبب تفجيرها من قبل المسلحين وان هذه العناصر المسلحة وخاصة في مناطق جرف الصخر فجروا جميع المدارس بعد أن كانت مقاراً لهم في تنفيذ الهجمات على القوات الأمنية”.
وتابع ” لذلك فالموسم الدراسي المقبل سيتعطل في ناحية جرف الصخر بسبب الأحداث الأمنية وهذا التعطيل سيسبب حالات نفسية واجتماعية غير جيدة اطلاقا للطلبة خاصة الاطفال منهم، لذا اطالب الجهات المسؤولة في مديرية تربية بابل بان يسمحواللتلاميذ والطلبة الوافدين الى المحافظة والمهجرين من اماكنهم الاصلية ان يلتحقوا بالمدارس في المناطق الآمنة” .
وفي سياق متصل ذكرت مصادر محلية في محافظة بابل ان ” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع منظمة بنت الرافدين وزعت الوجبة الثانية من المنحة المالية المخصصة للأسر النازحة في محافظة بابل وشملت 71 أسرة”.
وقال نائب المسؤول التنفيذي لمنظمة بنت الرافدين حيدر النجار إن ” مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع منظمة بنت الرافدين وزعت الوجبة الثالثة من المنح المالية المخصصة للعوائل النازحة من المحافظات الشمالية والغربية والبالغ عددها 71 عائلة نازحة مسجلة في المنظمة” مشيرا الى ان” التوزيع تم بعد زيارات ميدانية للعوائل وجمع المعلومات عنها وفق قاعدة بيانات صادرة من المفوضية التي من خلالها يتم ادراج أسمائهم ورفعها الى مقرها في بغداد حتى يتم ادراجهم ضمن المنح المالية”.
واضاف انه ” تم جرد 2016 عائلة ضمن زيارات ميدانية ومقابلات شخصية معهم من خلال استمارة معلومات دقيقة تتضمن اسم الأب وعدد أفراد العائلة والاحتياجات لكل عائلة”، مبيناً ان “عملية الجرد مستمرة حتى نتمكن من تسجيل جميع النازحين في مختلف أنحاء المحافظة وان المنحة تقدم لجميع الأسر النازحة”.
وأشار النجار الى ان ” المبالغ التي خصصتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقدر من 250000 الفاً الى 75000 الف دينار لكل عائلة وحسب عدد أفراد العائلة “.
وأوضح النجار ان “فرق منظمة بنت الرافدين قامت بتوزيع المواد الغذائية وهي عبارة عن سلة غذائية متكاملة بين اكثر من 1533 عائلة نازحة وكذلك توفير المفروشات والأغطية وأدوات المطبخ ومواد كهربائية متنوعة تبرع بها اهل الخير في المحافظة”.
جدير بالذكر ان الوجبة الثانية من المنح وزعت الاسبوع الماضي بين 59 عائلة نازحة وتتواصل عملية جرد بقية الاسر النازحة لشمولهم بالمنح مستقبلا.