بيروت، لبنان.. وموندريان

يطل علينا الكاتب والناقد خالد جميل شمّوط برواية جديدة قد يتوجب على كل لبنانيّ أو حتى كل عربيّ أن يقرأها. الرواية الجديدة هي «بيروت، لبنان… وموندريان» وتختزل في صفحاتها مشاكل لبنان كلها…من سياسية وطائفية واجتماعية وعرقية واقتصادية. وبين غلافي الرواية يقع تاريخ لبنان، وبيروت تحديداً وهي بيروت الصغيرة بحجم الكف كما قال عنها الشاعر أمجد ناصر.
في قالب في غاية الإثارة والتشويق والعبور إلى الماضي يأخذنا الكاتب في رحلة في بيروت مع بشير (المغترب الذي عاد إلى لبنان في مهمة فنيّة) وصديقه فارس تتكشف من خلالها مأساة لبنان ومشاكله وتضع الإصبع على مفاتيح كل علل لبنان. وإن كان عنوان الرواية مثيراً لاحتوائه على اسم الفنان موندريان، فنكتشف أن هنالك علاقة قوية بين أسلوب الفنان موندريان وحاضر لبنان وما يعانيه من تخبط سياسيّ وطائفي واجتماعي.
تبدأ الرواية من منطقة سن الفيل لتمر عبر المتحف وكورنيش المزرعة وطريق الجديدة والغبيري إلى الحمرا ومنطقة المعارض لتغطي مساحة نصف قرن من زمن بيروت ولبنان. بيروت التي هي بحجم راحة اليد، هي صغيرة حقاً ولكن تاريخها كبير ومشاكلها كبيرة والمؤامرات عليها أكبر.
بشير المغترب يدرك أن المشكلة هي أن اللبناني لا يزال يعيش في الماضي ولا يستطيع أن ينفصل عنه. ويقول: «أتدري، نحن اللبنانيين، شعب يبقى متمسكاً بالتقاليد. حتى البالية منها يبقى متمسكاً بها ولا يرى سبباً ليتحرر منها أو أن يطورها مع تطور الوقت والزمن والمكان والحال. نحن ناس نولد على تقليد ونموت عليه دون أن نحاول حتى أن نفكر بجدوى ذلك التقليد أو مدى فعاليته».
ومن بين رائحة الموت وذكريات المجازر والحواجز الطيّارة والقصف والحب وأكلة اللوز الأخضر، ومن خلال ومضات الذاكرة والخطوط ورصاص الاغتيال، يكتشف فارس سبب علّة لبنان… يُدرك ذلك في نهاية الأمر…والأهم لديه أن يكتشف الآخرون ما اكتشفه هو.
رواية «بيروت، لبنان…وموندريان» قد تُعتَبر رواية تاريخيّة لما تحتويه من تفاصيل حيّة من تاريخ لبنان، ولكنها رواية للمستقبل يحاول الكاتب خالد شمّوط من خلالها أن يوضح ما يجب على كل فرد من أبناء الوطن أن يقوم به حتى يكون هنالك مستقبل لهم وللوطن. هذه رواية على كل مواطن أن يقرأها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة