سمير خليل
شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات هيمنة افلام الرسوم المتحركة والمدبلجة منها خاصة على شاشات التلفاز العربية ومنها العراق.
وجاء ذلك متزامنا مع افتتاح مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي. هذه الافلام التي لبست لبوس المسلسلات تنوعت مضامينها بين افلام المغامرات والقصص الاجتماعية التي تغازل مخيلة الطفل بين مؤلفة ومترجمة ومدبلجة، بجانب البرنامج التعليمي الخاص بالأطفال (افتح ياسمسم).
مسلسل (عدنان ولينا) وكما قلنا في عدد سابق حين تناولنا سيرة بطله عدنان والتي اداها الفنان فلاح هاشم، كان من انجح هذه الاعمال التي عرضت في تلك الفترة ويمكن القول بان من اهم اسباب نجاح هذه البرامج وافلام الكارتون مشاركة المبدعين العراقيين في التأليف والترجمة والاخراج والتمثيل.
وهنا نتناول بطلة المسلسل لينا والتي ادتها الفنانة سناء التكمجي التي ادت بصوتها، اضافة الى تجسيدها دور المعلمة فاطمة في برنامج “افتح يا سمسم” ونجحت فيه نجاحا كبيرا، إضافة لمساهماتها في التأليف والترجمة لأغلب افلام الرسوم المتحركة آنذاك.
تحدثت سناء التكمجي للصباح الجديد عن شخصية لينا ومن قام بترشيحها للشخصية، والاعمال الأخرى التي قامت بتقديمها فقالت:
– رشحني لأداء هذه الشخصية الدكتور فائق الحكيم وبشكل مفاجئ، وهو يعرف بنحو جلي ان لا خبرة لي ولا تجربة مسبقة في فن الدوبلاج، وباعتقادي انه أراد أن يخوض تجربة جديدة مع صوت جديد في هذا المضمار. شخصية لينا كانت وما زالت تعني لي الكثير، فمن خلالها ولجت دروب فن الدوبلاج، وبمساعدتها تشجعت وبدافع من الدكتور الحكيم على خوض تجربة الترجمة. شخصية لينا تحتل ركناً مهما في نفسي، وأحيا بالذكريات مع كل من يتواصل معي من أجل السؤال عن هذه الشخصية.
*لديك تجارب مسرحية في العراق لعل اهمها مسرحية كلكامش التي اخرجها سامي عبد الحميد لماذا غادرت خشبة المسرح؟
-انا اعشق المسرح، ولكن لم تسنح لي الفرصة بمزاولته حتى قبل ان أغادر العراق، وذلك لانشغالي بالعائلة والوظيفة، لكن تجربتي مع استاذي ومعلمي الفنان الكبير سامي عبد الحميد تجربة غنية جدا. ومسرحية ملحمة كلكامش التي قام بتأليفها المرحوم الدكتور علي جواد، العمل الذي افخر به، وبرغم ان العمل كان أكاديميا بحتا، الا انه أخذ شهرة كبيرة، خاصة بعد عرضه في الهواء الطلق في مدينة بابل الاثرية.
وتابعت: شاركت واذكر ذلك من باب الشكر والعرفان للمخرج الفنان الجميل جواد الأسدي في مسرحية (العالم على راحة يد)، قُدمت على خشبة مسرح الفن الحديث، وهي من الأدب الروسي. بصدق تام انا لم اعتلِ خشبة المسرح كممثلة محترفة كي أغادره، لكنني كونت عائلة قبل ان اتخرج من الجامعة، ثم أجبرتنا الظروف السياسية العصيبة على مغادرة العراق لذلك تعذر تواصلي مع خشبة المسرح العراقي.
* حدثينا عن مشاركتك ببرنامج افتح ياسمسم، هل يمكن ان تعاد تجربته؟
الحديث عن علاقتي ببرنامج ( افتح يا سمسم / الجزء الثاني ) له نكهة ما زال حلو مذاقها يملأ كياني، خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلي مع الكثير من جيل السبعينيات والثمانينيات، وانا سعيدة ان اكون احدى العاملات فيه، اما اعادة تجربته او برنامج شبيه فباعتقادي ان هذا ممكن جدا مع وجود مختصين في كل المجالات المتعلقة بالطفل من كتاب سيناريو، وكتاب أغانٍ للأطفال، وملحنين، ومغنين، او مؤدين، ومختصين بالتربية وعلم النفس للطفل، وممثلين يحبون العمل مع الأطفال لان التعامل مع الطفل يكون صعبا احياناً، إضافة إلى تقنيين وفنيين لهم خبرة في مثل هذه البرامج، كما أن العنصر المادي مهم جدا، فبرنامج مثل “أفتح يا سمسم” يحتاج إلى ميزانية عالية جدا “.