اكتوبر الوردي

نشأت فكرة تخصيص شهر أكتوبر/تشرين الأول لزيادة وعي النساء خاصة والمجتمع عامة بسرطان الثدي قبل أكثر من30عاماً في الولايات المتحدة، وهو مشروع مشترك بين مجموعة من الهيئات الطبية والمنظمات والوكالات الحكومية الأميركية، ويهدف إلى التوعية بالمرض ومشاركة المعلومات الخاصة به، إضافة لتوفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به. وعلى الصعيد العالمي شجعت منظمة الصحة العالمية الفكرة وتطبيقها في البلدان وذلك للدور الذي تلعبه في التوعية بسرطان الثدي.
سرطان الثدي هذا المرض الذي يحدث عندما تحصل طفرة في الخلايا في منطقة الثدي وتفقد السيطرة وتبدأ بالتكاثر بنحو غير طبيعي، وفي مراحل لاحقة ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الثدي أو ينتقل إلى مناطق أخرى في الجسم.
هناك عدة عوامل تلعب دوراً في سرطان الثدي، مثل الوراثة والجينات وشرب الخمر والبدانة وغيرها. إلا أن العلماء لحد الآن لم يستطيعوا فهم آلية المرض بالتحديد، ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية تقول إنه إضافة للتركيز على الوقاية من المرض، يجب أيضاً «التركيز على توعية الناس بطرق الكشف المبكر لسرطان الثدي».
ومن هذا المنطلق عملت جميع المنظمات والمؤسسات المختصة الحكومية وغير الحكومية في العالم للتحذير والوقاية من هذا المرض وسعت الى بث الرسائل الصحية التي تقي منه، ناهيك عن اهم الشخصيات والمشاهير الذين اخذوا على عاتقهم نشر التوعية والارشادات الصحية للوقاية منه، ونجد في بلاد الغرب العديد من نجمات هوليود سعينً وما زلن يبثثن روح الامل والتحلي بالشجاعة للتصدي له.
وإذ اكتب هذا لآن فكرة ارقتني منذ زمن ولحد اليوم، اذ لم أجد في بلدي فنانة او احدى الشخصيات النسوية البارزة في المجتمع اخذت على عاتقها قيادة حملة لمساندة النساء المصابات بهذا المرض. فضلاً عن تجاهل بعض وسائل الاعلام بانواعها « السمعية والمرئية والمقروءة « أهمية هذا الشهر وضرورة نشر الرسائل الصحية لتجنبهِ.
وهناك العديد من يرمي بزمام الأمور على عاتق وزارة الصحة وحدها وهذا الامر لم تتوان مكاتب الاعلام في الوزارة لحظة عنه في بث الرسائل والتوجيهات في كل وسائلها الإعلامية ونجدها وحدها من علقت في صدرها الشريط الوردي، علماً ان هذا الشهر لا يخصها فقط. الا اننا نجدهم في هذا الامر خلية من النحل تعمل على بث الرسائل الصحية والتوعية معتمدين على جهودهم الخاصة فقط.
الغريب في الامر عند زيارتي الى أحدى العيادات الخاصة لطبيبة نسائية وجدتها عيادة كئيبة تفتقر الى أي شكل من اشكال الجمال، علماً ان العيادة كانت مكتظة بالمريضات وكانت أجور المعاينة 25 ديناراً، هذه الطبيبة لم تكلف نفسها طبع بوست يوضح للنساء مخاطر هذا المرض وكيفية تجنبهِ ولا حتى كلفت نفسها تعيلق الشريط الوردي، واذن لا عتب على الفنان إذا كان صاحب الشآن غير مهتم.
الطب رسالة إنسانية بحتة يجب ان يتعامل الطبيب معها بحب وتفاعل فهي ليست تجارة وحسب، واعود الى دور الاعلام المهم في نشر التوعية الصحية من دون أجور تدفع له من قبل الوزارة فهل يمكن ان تقوم أحدى قنواتنا الفضائية بتبني المبادرة وتقوم ببث الرسائل الصحية لتحذير وتجنب هذا المرض، من خلال بعض المشاهد الاعلانية التي يتم من خلالها التوعية بهذا المرض وهل ستقوم احدى الفنانات بالمبادرة ونشر التوعية بالمرض من دون مقابل مادي؟، أتمنى ذلك.
وأيضاً هناك بعض الوزارات المهمة في توعية ونشر الرسائل الصحية مثل وزارة التربية التي تخرج أجيالاً يجب ان تأخذ على عاتقها زمام المبادرة بتوعية وتثقيف الطالبات في مرحلة المتوسطة والاعدادية لكونهن أمهات المستقبل لذا يجب ان ننشأ جيلاً واعياً صحياً وثقافياً.
ان التوعية بهذا المرض لا تقتصر على جهة واحدة او مؤسسة واحدة علينا ان نعمل جميعاً جادين من اجل نشر الوعي الصحي والثقافي وهذا جزء مهم من عمل ورسالة الاعلام الناجح الذي يهدف الى خدمة شعبه اولاً ومن ثم المؤسسة التي يعمل بها.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة