طالبت بالإسراع بتشكيل حكومة جديدة ذات تمثيل واسع
السليمانية – عباس كاريزي:
رفضت الولايات المتحدة الأميركية توجّه الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة أغلبية سياسية في إقليم كردستان، تستثني الأحزاب الأخرى ما من شأنه أن يفرز مزيدا من التفرد وهيمنة الأحزاب الكبيرة على مقاليد الحكم في الإقليم.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد، أن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية أجروا اتصالات مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وأبلغوها صراحة برغبتهم في الإسراع بتشكيل حكومة جديدة في الإقليم، تعمل على تطبيع العلاقات مع بغداد ومعالجة الأزمات الاقتصادية والخدمية التي يعاني منها المواطنون في الإقليم.
وقالت المصادر، إن الولايات المتحدة رفضت رغبة الحزب الديمقراطي بتحجيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وقالت له بأن توجهاته الرامية الى إقصاء الاتحاد الوطني ستؤدي الى الإخلال بالتوازن والشراكة في الإقليم وهو ما لا ترغب به الولايات المتحدة، وتحديدا في الوقت الذي تسعى فيه الأطراف السياسية العراقية لتشكيل حكومة جديدة وكلفت السياسي المستقل الدكتور عادل عبد المهدي بذلك.
وبينما رفضت أغلب الأحزاب والقوى السياسية الكردية النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات والاستفتاء في الإقليم، علمت الصباح الجديد من مصادر موثوقة عن حوارات سرية يجريها الحزب الديمقراطي مع حركة التغيير التي حصلت على الترتيب الثالث في انتخابات الإقليم ب 12 مقعدا لتشكيل تحالف جديد يأخذ على عاتقه تشكيل الحكومة المقبلة في الإقليم.
وقالت المصادر إن الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني يضغط على الاتحاد الوطني شريكه التقليدي بعد تفاقم التوتر بينهما عقب إقصاء الديمقراطي وفوز مرشح الاتحاد بمنصب رئاسة الجمهورية، للقبول بنتائج الانتخابات في إقليم كردستان التي أفضت الى فوز الديمقراطي بـ 44 مقعدا وفقا للنتائج الأولية، لقاء قبول الحزب الديمقراطي بالتعامل مع برهم صالح رئيسا لجمهورية العراق.
وكانت انتخابات برلمان كردستان قد أفرزت عن فوز الحزب الديمقراطي بـ 44 من المئة من الأصوات، الأمر الذي اعترضت عليه أغلب الأطراف السياسية التي اتهمته بتزوير 250 ألف صوت، وقالت أن لديها أدلة تثبت تورط الحزبين بتزوير الأصوات وتحديدا في محافظة أربيل ودهوك وهما مناطق نفوذ الديمقراطي الكردستاني.
بدوره قال عضو المجلس القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني علي عوني، إن تشكيل حكومة إقليم كردستان سيكون وفقا للاستحقاق الانتخابي.
واضاف عوني في تصريح لموقع دواورژ ان حزبه مع الشراكة الحقيقية عند تشكيل الحكومة الجديدة، موضحا، ان الاتحاد الوطني الكردستاني حصل على نسبة 20% من اصوات الناخبين خلال انتخابات برلمان كردستان، وسيكون تشكيل الحكومة على اساس الاستحقاق الانتخابي.
وبين عوني ان على الاتحاد الوطني قبول مشاركته في الحكومة المقبلة وفقا للاصوات التي حصل عليها، كما الاحزاب الاخرى.
وكان اسماعيل خورمالي مقرر المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في اقليم قد كشف عن وصول عدد الطعون والشكاوى المقدمة الى مجلس المفوضين، بحصول تزوير وتلاعب قد وصل الى اكثر من 1045 شكوى تم تسجيلها في انتخابات برلمان كردستان، اضافة الى وضع الشريط الاحمر على 225 صندوقا للاقتراع، 117 منها بمحافظة السليمانية و57 في محافظة اربيل و51 بمحافظة دهوك.
وقال خورمالي ان اللجنة العليا للشكاوى بحضور ممثل الامم المتحدة ناقشت خلال اجتماع عقد يوم الجمعة 5 تشرين الاول، 58 شكوى حمراء واكثر من 50 شكوى خضراء ومثلها صفراء في اربيل، اضافة الى ابطال عشرات آلاف الاصوات.
واضاف خورمالي، انه بحسم الشكاوى سيتم ابطال الاصوات المزورة، مشيرا الى ان اعلان النتائج النهائية للانتخابات سيكون مختلفا كثيرا عن النتائج الاولية، ما يعني التغيير في عدد اصوات ومقاعد الاطراف السياسية واعادة نوع من التوازن للمشكلات المشتركة.
من جانبه، قال شيروان زرار المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان، ان صلاحية تصديق ورفض نتائج الانتخابات بيد اعضاء مجلس المفوضية وبعد حسم الشكاوى، فان مجلس المفوضين سيقرر بشان النتائج النهائية للانتخابات.