يقول الروائي كورت فونيجت:» إحتمِ بالفن ، أنا لا أمزح على الإطلاق ، الفن ليس وسيلة لكسب العيش فقط ، بل إنهُ الطريقة الإنسانية لجعل الحياة أكثر إحتمالاً ، قُم بممارسة الفن ، بدون أن تهتم إن كُنت تقوم بذلك بشكل جيد أو سيء ، الفن هو الطريقة الصحيحة لجعل روحك تنمو وتزدهر ، من أجل السماء ، قُم بالغناء وأنت تستحم ، أرقص وأنت تستمع الى الموسيقى في الراديو ، احكي حكايات وقصص للأخرين ، أكتب قصيدة إلى صديق لك ، حتى لو كانت سيئة جداً ، حاول أن تُمارس الفن قدر إستطاعتك، فسوف تحصل على مُكافأة مجزية جدا ، وهي أنك أبدعت شيء ما».
لا يخفى على أحد تأثير الموسيقى والرقص على النفس البشرية، بل حتى على الكائنات الأخرى، بعد ان اثبتت التجارب للعلماء، ان الحيوانات تنتج حليبا أكثر عند سماعها للموسيقى، والنباتات تنمو بسرعة أكبر وتثمر عند سماعها للموسيقى.
وتؤثر الفنون الأخرى على الانسان بشكل كبير إذا تمعن بها ومارسها وغادر منطقة الخوف من التجربة، فعازف العود يظن ان الحياة عاطلة بدون الة العود، والرسام يتساءل بثقة» كيف يمكن ان يعيش الانسان بدون ان يرسم؟»، وهكذا بقية الفنون تأخذ مأخذها من المهتم بها والممارس لها.
بعد أحداث التغيير، ولدخول تقاليد طارئة على المجتمع العراقي، أصبحت الفنون بعمومها تهمة، فتراجع الفن بكل الوانه في العراق بسبب النظرة القاصرة له، ولمن يمارسه، ومع ان الموسيقى تهذب النفس وتخلق حالة من الصفاء والتصالح مع النفس ومع الاخر، الا ان الكثير من الفنانين اكتفى بدور المتفرج، والانتظار لمعجزة تعيد العراق الى ما كان عليه من فن وابداع، فما موجود على الساحة الفنية اليوم لا يرقى الى ان يوصف بالفن او الابداع بل مجرد محاولات متواضعة بالعموم الا فعاليات نادرة ربما يحق لنا ان نسميها فناً وغالبا ما تكون صنعت خصيصا للمشاركة بها خارج العراق!.
نحتاج اليوم الى إعادة غربلة لكل مامر بنا من أزمات ومعوقات ساهم بها قادة البلد بشكل رئيسي بلا مبالاتهم لكل مايحدث من خروقات أمنية واجتماعية وركزوا فقط على مقدار حصتهم من الكعكة ( الوطن)!.
حذام يوسف طاهر
الفن يصنع الحياة
التعليقات مغلقة